هل تعلم لماذا السجود ضعف الركوع ؟
انت في الصفحة 1 من صفحتين
السؤال
في أحد المنتديات قرأت هذين الموضوعين وأردت التأكد من صحتهما، الموضوع الأول سأل رجل الإمام عليا (رضي الله عنه): لماذا نسجد مرتين، ولماذا لا نسجد مرة واحدة كما نركع مرة واحدة، قال رضي الله عنه: من الواضح أن السجود فيه خضوع وخشوع أكثر من الركوع، ففي السجود يضع الإنسان أعز أعضائه وأكرمها (أفضل أعضاء الإنسان رأسه لأن فيه عقله، وأفضل ما في الرأس الجبهة) على أحقر شيء وهو التراب كرمز للعبودية لله، وتواضعاَ وخضوعاً له تعالى، سأل: لماذا نسجد مرتين مع كل ركعة، وما هي الصفة التي في التراب؟ فقرأ أمير المؤمنين رضي الله عنه الآية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارةً أخرى) صدق الله العظيم، أول ما تسجد وترفع رأسك يعني (منها خلقناكم) وجسدنا كله أصله من التراب وكل وجودنا من التراب، وعندما تسجد ثانية تتذكر أنك ستموت وتعود إلى التراب وترفع رأسك فتتذكر انك ستبعث من التراب مرة أخرى.
الموضوع الثاني الدرجة الأولى: (مصل مقرب): صلاته كاملة كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- صلوا كما رأيتموني أصلي. الدرجه الثانية: (مصل مفلح): قال تعالى: "قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون" وهو خشوع القلب وخضوع الجوارح، الدرجه الثالثة: (مصل مأجور): يجاهد الشيطان في صلاته وهذا المجاهدة توصله إلى درجه المفلح، قال تعالى: "والذين جاهدوا فينا لنهديهم سبلنا"، الدرجة الرابعة: (مصل محروم): (رب مصل ليس له من صلاته إلا التعب)، هو الذي جسـده في المسجد وقلبه خارج المسجد، لأن الصلاة بلا خشوع كجسد بلا روح، الدرجة الخامسة: (مصل معاقب): قال تعالى: "فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم سـاهون" وهو الذي يسهو عن صلاته فلا يؤديها في وقتها وربما فاتته الصلاة، وإن كان الموضوع الثاني صحيحا فما الفرق بين الدرجة الأولى والثانية؟ وجزاكم الله خير الجزاء وجعل مثواكم الجنان إن شاء الله.
الجواب :
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما نسبتيه إلى علي رضي الله عنه لم نقف عليه في أي مرجع من المراجع المتوفرة لدينا، لكن ننبه إلى أن الحكمة من تكرار السجود في الركعة الواحدة دون غيره ترجع إلى أن السجود أبلغ في التواضع من غيره، قال البهوتي في كشاف القناع: وإنما شرع تكرار السجود في كل ركعة دون غيره لأن السجود أبلغ ما يكون في التواضع لأن المصلي لما ترقى في الخدمة بأن قام ثم ركع ثم سجد فقد أتى بغاية الخدمة، ثم أذن له في الجلوس في خدمة المعبود فسجد ثانياً شكراً على اختصاصه إياه بالخدمة وعلى استخلاصه من غواية الشيطان إلى عبادة الرحمن. انتهى.
وكون السجود على التراب فيه مزيد للتواضع والعبودية لله تعالى، قال النووي في شرحه لصحيح مسلم: ولأن السجود غاية التواضع والعبودية لله تعالى، وفيه تمكين أعز أعضاء الإنسان وأعلاها وهو وجهه من التراب الذي يداس ويمتهن. انتهى.
وقال البهوتي في شرح منتهى الإرادات: والسجود غاية التواضع لما فيه من وضع الجبهة وهي أشرف الأعضاء على مواطئ الأقدام، ولهذا كان أفضل من الركوع. انتهى.