رواية اڼتقام ظلم
...
مع اشعالها للفرن الكهربائي وفرن الغاز الحراره في المطبخ اصبحت لا تطاق ...العرق اصبح يسيل علي جبتها وشعرها ابتل بالكامل ... وجهها احمر من نقص الاوكسجين .علي الاقل مساعدة الاخرين تمنحها راحه فوريه ... تشعرها انها حيه مجددا بعدما طغى الجليد علي حياتها ...في وسط انهماكها في الطبخ لم تلاحظ عمر وهو يقف عند باب المطبخ يراقبها وهى تعمل بهمه ...التفتت علي غفله لتجده يراقبها فهوى قلبها پعنف في قدميها ...
توقعت منظرها تماما ولم تحتاج الي مرآه لتعلم منها مدى بشاعة مظهرها الحالي.. نظرت الي نفسها بإحراج وارادت الهرب فورا الي غرفتها لتختفي بمظهرها المشين هذا لكن عند مرورها عند الباب عمر امسك بكتفيها ومنعها من المغادره ...اخيرا نظرته تبدلته ولهجته ايضا ...اراد ان يخرج صوته ساخرا مهينا كعادته في الفتره الاخيره لكن رغما عنه صوته صدر هامس متعجب وربما معجب ... فريده انتى بتطبخى .. مش عادتك ..
خفضت عيونها ارضا وهى تقول بهمس اكثر من همسه .. ايوه من سنين وانا بأساعد ماما في شغل البيت ...وعن اذنك ...محتاجه ابدل هدومى ...
عمر اخيرا سقطت كل دفاعاته قال بنبره حانيه... اقولك حاجه ... انتى والعرق مغرق جسمك وشعرك من حرارة المطبخ وشكلك اشبه بالكتكوت الڠرقان احسن عندى مېت مره من شكلك وانتى خارجه من صالون تجميل ...في نظري كنتى دايما جميله ومش محتاجه اي تجميل وجمالك كان بيجننى كمان .. لكن دلوقتى انا حاسس انك حيه ..بنى ادم من لحم ودم بيساعد وبيتحر وبيتفاعل مع الناس.. بيجوع وبيعطش وبيهتم باللي بيحبهم مش لعبه بلاستك دايما الحركه عندها بحساب... فجأه امسك بيديها يتفحصهما... اكمل ... ايديكى الناعمه دى ممكن تسعد بمجرد لمسة طبطبه او مساج او حتى غدوه زى النهارده نظرة تقدير من عيونك لحد تعب عشانك كانت كافيه تعبر عن امتنانك.. في الوقت اللي انا جاي ومحتاج افتكر عيوبك عشان اقدر اكرهك الاقيكى بتحيرينى يا فريده
سألها وهو مازال يتمسك بكفوفها .. حقيقي اتغيرتى يا فريده ..
اومئت برأسها ولم تجر علي النطق...عمر الان يبدو اقرب الي الاستسلام لو فقط تخبره عن فاطمه ..في البدايه لم تكن تعلم التفاصيل لذلك اجلت مواجهته اما الان فهى تعلم ما حدث بقدر كافي لكشف الحقيقه ... عمر لو سمحت في موضوع حابه اتكلم معاك فيه ..او بمعنى اصح توضيح لازم ..كلامها قاطعته رشا بدخولها المتعجل ...وجهها اصبح بلون الطماطم الناضجه عندما شاهدت عمر يتمسك بيديها وهى تهمس له وهو منفصل عن الواقع ويحملق في عيونها بهيام...اقتحامها لخلوتهما جعل عمر يترك كفوفها مضطر و يقول بصوت هامس .. هنتكلم بعدين ...
اه من لوعة الحب والفراق ..ان كان اشتياقى اليك يوصف لكتبت حتى يجف حبر كل قلم علي وجه الارض...وان كنت قد نسيت حبى فدموع عيونى ستصنع بحرا جديدا يضاف الي خارطة الكون وسيكون قبري هو باطن الارض التى سوف تحتضننى لتبرد من الم صدري ...
بعدما رن صوته الحانى في اذنها لا يهمها الان لا المكان ولا الزمان ... عمر يقاوم وهى تعلم جيدا انه الان ضعيف ربما اضعف منها لكنها هى المذنبه الوحيده ..هى قټلت حبا لم يكن له شبيه علي وجه الارض ..قټلته بغباء عادات وتقاليد باليه ..مظاهر خادعه تفرق علي اساس سطحى جدا لا يعتد به الا كل تافه ..هى كانت بتلك السطحيه بحيث هدمت منزل اساسه الحب بسبب فارق بسيط في التعليم ..ربما لو لم تكن فاطمه تزن عليها ليل نهار لكانت تقبلت الامر لكنها كانت علي اكمل استعداد لتلقي سمها ..واليوم هى مستعده لدفع المتبقي من عمرها لتري فقط نظره واحده من التى كان يغمرها بها ...ادارت قصيدتها المفضله علي جوالها وبدأت في البكاء ...من لحظات كان تنعم بسعاده لا مثيل لها لمجرد انه خاطبها بلهجه تحمل بعض الود وتمسك بيديها بدون ان يحاول اهانتها ...لكن يداه لمست نوف منذ ايام وستلمسها مجددا ومجددا ..هى لن تتحمل ابدا ..كلمات القصيده تعذبها ... ټقتلها ببطء ... يقول الناس يا عمري بأنك سوف تنساني وتنسى أنني يوما وهبتك نبض وجداني وتعشق موجة أخرى وتهجر دفء شطآني ويسقط كالمنى إسمي وسوف يتوه عنواني
فاروق جويده لكن رشا لا ذنب لها هى تريد ان لها ان تفرح وان تهنىء بعريسها... تحاملت علي نفسها وجففت دموع وجهها لكن لا توجد قوة علي وجه الارض الان تستطيع ان تجفف من دموع قلبها الملتاع ... ارتدت ملابسها