رواية جميلة بقلم هاجر نور الدين
البيت الحاجة الوحيدة اللي كنت بفكر فيها هي البحر، طلبت من بابا إني أخرج ولكني صمم أرتاح شوية وأكل وبعدين هيسيبني أخرج، سمعت الكلام بس عشان أخرج، لكن من جوايا لسة حاسة بنفس إحساس الضيق، طلعت لبست ونزلت ورُحت أقرب مكان لـِ قلبي "البحر".
قعدت قدامه وبدأت أكلم نفسي وأنا ببكي ومعرفش السبب ولكني حاسة إني موج@وعة وقولت:
_أنا مش عارفة إذا كان بابا مخبي عليا حاجة أنا مش فكراها، بس أنا حاسة بوجع كبير أوي جوايا، حاسة بِكسرة مش فاهمة سببها أنا بجد مش قادرة أستحمل الوجع دا كله لوحدي، واللي تاعبني أكتر إني مش فاهمة السبب
بدون مقدمات لاقيت حد بيتكلم جنبي وبيقول:
=مش لازم تفهمي السبب، اللي المفروض تعمليه هو إنك تعرفي إزاي تتغلبي على الإحساس دا
بصيت جنبي بخض*ة وقولت:
_على فكرة إنت خضتني، وبعدين إنت مين عشان تسمعني وتتكلم معايا كدا?
بصلي وياريته ما بصلي، عيونه بُنية من النوع اللي تحسه رمل بُن جوا عيونه وإنت مجرد إنك بتغوص فيه بس، إتكلم وقال:
=إعتبريني عابر سبيل
بصيت قُدامي وقولت:
_مش مُرحب بيك، إتفضل قوم
إتكلم بهدوء وهو باصص للبحر:
=البحر مِلك للجميع
_ولكن المكان واسع، تقدر تُقعد بعيد عني
=أنا دايمًا بقعد هنا
_شغل عيال صغيرة، دا مكاني ومش مكاني، أنا اللي هقوم
مردش عليا ومحركش نظره من على البحر وكإني مش بتكلم أصلًا، ودا اللي عصبني وكإني أنا اللي كلمته وهو مع قاعد مع نفسه، إنسان بِجح ومُستفز
سيبته وقومت عشان أمشي، ندالي وقال:
=يا آنسة يا متعصبة
بصيتله بغيظ وقولت:
_متندهليش كدا تاني، وبعدين عايز إي
إبتسم بسُخرية وقال وهو بيشاور على الأرض:
=مش هعوز حاجة، بس كُنتي هتنسي موبايلك
إتحرجت وخدته ومشيت بسرعة، بس برضوا هو ليه يناديلي كدا أصلًا، إنسان مُستفز
روحت جبت آيس كريم وإتمشرت شوية في مكان تاني على البحر لحد ما حسيت إني أحسن شوية، وقررت إني أروح، ولكني كنت حاسة بـِ حد بيمشي ورايا طول الطريق من أول البحر وأنا قربت أوصل بيتي خلاص، كُنت خايفة بس إستجمعت شجاعتي ولفيت فجأة وإحنا الأتنين إتخضينا وصر@خنا، قولت بصد*مة:
_إنت?!
بصلي وهو بيجز على سنانه وبينهج وقال:
=إنا إي ياشيخة فزعتي اللي جابوني
قولت بعصبية:
_إنت بتمشي ورايا ولا إي?!!
إبتسم بسُخرية وقال:
الثاني
_إنت بتمشي ورايا ولا إي?
بصلي وإبتسم بسخرية وقال:
=أنا همشي وراكي إنتي بتاع إي!
عصبتني طريقته المُستفزة وقولت:
_أومال بتمشي ورايا ليه??
إتكلم وهو شِبه متعصب وقال:
=برضوا بتقولي بمشي وراها!!
حضرتك أنا مروح بيتي عادي يعني زي ما إنتي مروحة بالظبط.
إتكلمت بإرستغراب وقولت:
_ليه إنت بيتك في نفس الشارع بتاعي?
إتكلم بهدوء وهو بيحط إيديه في جيوبه وقال:
=والله معرفش، عن إذنك.
سابني ومشي وأنا كنت هطق من الغيظ منه بجد، ولكني قولت كفاية إحراج ومشيت وراه، وطلع فعلًا ساكن في نفس الشارع بتاعي وأنا مشوفتهوش قبل كدا، و… لحظة إي دا!!!
دا داخل البيت اللي جنبنا على طول!!
معقول أول مرة أشوفه بجد، إتكلمت بتلقائية وبصوت عالي شوية عشان يسمعني وقولت:
_إي دا هو إنت الجار المجهول.
حطيت إيدي على بُقي بسرعة وتداركت اللي قولته، فـ بصلي وإبتسم إبتسامة جانبية وطلع وسابني ولا كإني إتكلمت، بصراحة حمدت ربنا إنه تجاهل كلامي الدبش دا وفي نفس الوقت إتدايقت وقولت لنفسي: