رواية عندما فقدت عذر.يتي كاملة
داخل غرفة الطبيب كان زياد يتابع الطبيب الذي يفحص زينة بقلق ... انتهى الطبيب من فحصها لتعتدل زينة في جلستها بينما اتجه زياد خلف الطبيب وسأله :
" خير يا دكتور ..؟؟" ابتسم الطبيب وقال : " خير ان شاءالله ، انا شاكك إنها حامل .." تصنمت زينة في مكانها ما ان إستمعت لما قاله الطبيب ولم تكن صد@مة زياد أقل منها .. خرجت زينة من خلف غرفة الفحص وتقدمت نحو زياد المصدوم وقالت بعدم تصديق : "
حضرتك متأكد ..؟!" هز الطببب رأسه نفيا وقال بجدية : " لا طبعا ، تحليل الدم هو اللي هيأكد لينا الحمل .." ثم أخرج ورقة وكتب عليها اسم التحليل وطلب منهما أن يذهبا الى المختبر ليجريا التحليل ويتأكدان .. ذهب كلا من زياد وزينة الى المختبر لتجري زينة تحليل الدم ،
التزم كلاهما الصمت التام ولم يقولا شيئا فالصد@مة كانت أقوى من أي حديث ... وصلا الى المختبر وأجرت زينة التحليل وجلسا ينتظران خروج النتيجة والتي ظهرت بعد فترة طويلة ..
أعطت الموظفة الظرف الذي يحوي نتيجة التحليل لزينة التي تلقته منها بأصابع مرتجفة قبل ان تبدأ في فتحه ثم قراءة التقرير ... نظر زياد إليها بتردد ليجد الدموع تشق طريقها على وجنتيها ففهم على الفور النتيجة .. إنها حامل ...
سحب زياد الورقة منها وأخذ يقرأ ما بها حيث تظهر النتيجة موجبة ... زفر أنفاسه بإحباط وهو يفكر بأن المشاكل لا تنفك ان تلحق به من كل اتجاه .. في طريق العودة الى الفندق كان كلاهما ملتزما الصمت وشارد بأفكاره .. زينه تفكر في هذا الطفل الذي فاجئها بظهوره
هكذا وزياد يفكر بأشياء مختلفة ... أوقف زياد سيارته على جانب الطريق وقد شعر بالإختناق ، هبط من السيارة ووقف على الرصيف الجانبي وأخذ نفسا عميقا لعدة مرات ..
هبطت زينة من السيارة واقتربت منه تسأله بتردد : " انت كويس ...؟!" اوما برأسه دون رد لتقف بجانبه تتأمل الطريق بملامح ساكنة وقد شعرت بالراحة الكبيرة فهي كانت بحاجة الى تنفس القليل من الهواء ... وضعت زينة يدها على بطنها بحركة لا ارادية لينتبه زياد لها فيضطرب كليا قبل ان يجد نفسها
يسألها بملامح متشنجة : " ابنه ..؟؟" التفتت نحوه محاولة استيعاب ما يتفوه به فقالت بصوت شاحب : " تقصد ايه ..؟!" رد ببرود قت-لها : " الولد ده ابن علي ..؟!" أدمعت عيناها لا إراديا ، شعور المرارة سيطر عليها قبل أن تجيبه بسرعة مبتلعة تلك الإهانة : "
طبعا ابنه ..." " وايه اللي يثبتلي ده ..؟!" " انت اكيد اتجننت .." قالتها بعدم تصديق لما تسمعه ليرد ببرود : " انا متجننتش ولا حاجة بس مفيش حاجة مضمونة وانتي بالذات مش محل ثقة بالنسبة ليا ..." وجدها تصيح بقوة وبكاء : " الولد ده ابن علي ، انت فاهم ..
انا محدش لمسني غيره.." تطلع إليها بنظرات تائهة لتلعق شفتيها وتهتف ببكاء وهي تحتضن جنينها بذراعيها : " ده ابنه ، اخر ذكرى ليا منه ، واللي هيشكك فده يبقى مجنون .."
" خلينا نروح .." قالها بإقتضاب لتمسح دموعها بأناملها وتسير خلفه ... ركبت السيارة بجانبه ليتجه بها عائدا الى الفندق... ما إن وصلا الى هناك حتى جرت زينه نحو جناحها يتبعها زياد والذي ما ان وصل الى جناحه اجرى اتصالا سريعا بدينا يخبرها : " دينا انا محتاجلك اووي
..." الفصل الثامن دلفت زينة الى جناحها وهي تشعر بسعادة كبيرة لأول مرة منذ وفاة علي .. تلك السعادة بقدوم طفل صغير من دم الرجل الوحيد الذي أحبته وتمنته لها ..
وضعت كف يدها على بطنها تتلمسها بسعادة غير مصدقة لما حدث معها .. هل سوف يبتسم لها الحظ أخيرا بعد كل هذه المعاناة ..؟! أدمعت عيناها وهي تتذكر علي ، كم تمنت لو كان موجودا وشاركها هذه اللحظة ..؟! لكن ابنها سيعوضها عنه .. جلست على السرير
وهي ما زالت تحتضن بطنها بكفيها وتنظر إليها وكأنها ترى صورة الطفل بداخلها ... حملت هاتفها وقررت أن تجري اتصالا أجلته طويلا .. اتصال بصديقتها المقربة والتي تناستها بعدما حصل خاصة لأنها سافرت إلى ألمانيا في رحلة عمل ..
اتصلت بصديقتها تنتظر منها أن تجيبها ليأتيها صوت صديقتها الصاخب : " زينة وأخيرا افتكرتيني ، انتي فين ومختفية ليه ..؟! أنا حاولت اتصل بيكي معرفتش .. سامحيني يا زينة ، ياريتني ماكنت قلتلك متقوليلهوش حاجة ..." ضغطت زينة على هاتفها وهي تحاول
ألا تتذكر ما حدث لكنها رغما عنها شردت فيه .. ذكرى زواجها من علي وتوترها وعدم إخباره بالحقيقة والتي انتهت بم-وته .. سوف تظل تحمل ذنبه طوال عمرها في عنقها ... " زينة رحتي فين ..؟!" أجابتها زينة أخيرا : " ايوه يا نور ، انا معاكي .." "