رواية عندما فقدت عذر.يتي كاملة
الألم . دلف ماجد الى غرفة نومه وألقى بجسده فوق السرير، كان يشعر بالكثير من المشاعر المختلطة ما بين الحزن والخوف والترقب ..
حزنا على حاله وما فعله ووصل إليه والخوف مما هو قادم وترقب ما سينتظره .. اعتدل في جلسته وهو يتذكر الماضي ورفاقه السيئين والذي قطع علاقته بهم منذ فترة طويلة ....
والغريب وأكثر ما يخيفه أن أحدهما م١ت بعد ذلك في حادثة سيارة والأخر بات مشلولا .. هو الوحيد من نجا من أفعاله وربما هناك ما ينتظره ..
اكثر ما يرعبه ان تكون نهايته بفقدان أحد المقربين منه ، منذ يوم أعلن توبته وهو يجاهد لتخفيف ذنبه .. أثار الماضي ما زالت تؤلمه وتخيفه الأمر الذي جعله يخاف على لينا كثيرا ويخنقها بتحكماته الزائدة عن حدها ... زفر نفسا قويا وهو يفكر بأن ريم لا تستحقه ،
هو يعلم هذا ولكنه يعشقها وبحاجة لها ... أغمض عينيه وهو يتذكر ماضيه الأسود وما به من علاقات محرمة وأفعال منكرة .. عند هذا الحد هطلت الدموع من عينيه بغزارة بينما رفع بصره نحو الأعلى وهو يهتف الى ربه بتوسل : " سامحني يا ربي ، سامحني ارجوك ، اغفرلي ذنوبي ،
اجعل ريم من نصيبي ، وحافظ على لينا اختي ، انا مش هستحمل إنوا أي حاجة تجرالها .. مش هستحمل ابدا ..
" عند هذا الحد أجهش باكيا بينما ظل لسانه يردد نفس الدعاء لوقت طويل دون ملل مرت ثلاثة أيام تحسنت فيها أوضاع زينة بينما كان زياد يزورها يوميا للاطمئنان عليها ..
خرجت زينة من المستشفى بعدما أوصاها الطبيب أن تعتني بنفسها فحملها معرض للإجهاض بأي لحظة ... أوقف زياد سيارته في كراج الفندق وأشار لها قائلا :
" لو احتجتي اي حاجة اتصلي بيا .." نظرت إليه وقالت بجدية : " انا هفضل هنا كام يوم لحد ما ألاقي شغل وساعتها هأجر شقة اقعد فيها ..
" لم يجبها زياد لتمط شفتيها بضيق قبل أن تخرج من السيارة وتتجه نحو الفندق حيث جناحها ... دلفت زينة الى جناحها وأغلقت الباب خلفها ... جلست على السرير. بعدما خلعت حذائها وألقته على ارضية الغرفة ... سمعت صوت على طرقات الباب فهتفت بضيق :
" هو لحق ..؟؟" نهضت زينة من مكانها وفتحت الباب لتنص-دم بوالدة زياد أمامها ... ارتجف جسدها كليا وهي ترى المرأة أمامها متشحة بالسواد من رأسها حتى أخمص قدميها ترميها بنظرات سوداء مظلمة ...
عادت ذاكرتها الى الخلف حينما قررت أن تقت-لها وكيف صوبت سلاحها نحوها .. تنحنت زينة قائلة بتردد بعدما أفاقت من شرودها : " اتفضلي ...
" دلفت والدة زياد الى الداخل لتترك زينة الباب مفتوح قليلا ثم اتجهت خلفها لتلتفت والدة زياد نحوها وتشير إليها قائلة دون مقدمات : " انتي فعلا حامل ..؟!
" احتضنت زينه بطنها بكفيها بحركة لا ارادية بينما أومأت براسها دون رد لتقول الأم بنبرة قوية حازمة : " انتي لازم تجي معايا حالا .." " انتي عايزة مني ايه ..؟!"
" لازم نعمل تحليل دي أن أي ونتأكد إنوا اللي فبطنك ده حفيدي ..." عارضتها زينة بسرعة : " مستحيل .. مستحيل اللي بتقوليه ده .." " يبقى بتكدبي وعايزة تبلينا فطفل مش مننا ..
" قالتها والدة زياد بقسوة لترمش زينة عينيها بعدم تصديق ثم تقول برجاء : " والله ده ابن علي .. صدقيني .." " يبقى تثبتيلي ده ... وإلا مش هنعترف بيه .." ثم أكملت بجدية :
" أنا اتفقت مع الدكتور وجهزت كل حاجة عشان تعملي التحليل على طول وأوعدك انوا لو الطفل ده طلع ابن علي حياتك كلها هتتغير ..
" صمتت زينة ولم ترد عليها بينما أخذت تفكر في حديثها وهي تتخيل عائلة زياد سندا لها ولطفلها ... بينما قالت والدة زياد بحسم : " يلا بينا عشان معادنا كمان ساعة ..
" الفصل الثالث عشر وقفت زينة أمام باب غرفة الطبيب تفرك يديها الاثنتين بتوتر ، تود الهروب من هنا لكنها لا تستطيع ، هناك شيء بداخلها يمنعها من الهروب ، ربما رغبتها في إثبات برائتها أمام عائلة علي او رغبتها في إنهاء هذه المشكلة التي باتت تؤرقها وبشدة ..
" يلا يا زينة ، ادخلي .." قالتها والدة زياد وهي تدفعها الى الداخل لتلج زينة الى غرفة الطبيب بخطوات مترددة وشعور بعدم الراحة تملك منها .. تقدمت والدة زياد نحو الطبيب الذي رحب بها بحرارة ثم رحب بزينة وطلب منها أن تتبعه الى غرفة أخرى لإجراء الفحص ...
انتهى الطبيب من اجراء التحاليل المطلوبة لتخرج زينة من المكان وتتجه الى الغرفة التي تنتظرها فيها والدة زياد .. نهضت والدة زياد من مكانها ما إن وجدت زينة تلج الى الداخل وسألتها :
" ها ، كله تمام..؟!" أومأت زينة برأسها دون أن ترد لتتنفس والدة زياد الصعداء قبل أن يدلف الطبيب الى الداخل ويهتف قائلا : " كله تمام .." " امتى هتظهر النتيجة ..؟!" سألته والدة زياد ليرد الطبيب بجدية : " هتاخد وقت شوية ، هبقى ابلغك لما تطلع .."
أومأت برأسها متفهمة ثم أشارت الى زينة قائلة بلهجة باردة : " كده خلصت اللي عليا، النتيجة هي اللي هتثبت الحقيقة .." أومأت زينة برأسها