رواية تزوجني ممتلك قاسي بقلم صباح عبدالله
_ لا يابنتي أبوكي مش في المستشفى أبوكي عند اللي الخالق العظيم دلوقت راح وبكانا كلنا يابنتي بس مش حنقول الا ما يرضي الله ورسوله يابنتي ان الله وان اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم البقاء لله وحده يابنتي.
تترك تنسيم يد ذلك العجوز الذي لم يقول الذي ما كانت تريد سماعها وهي تتراجع الي الخلف ومن شديد الصد@مة تفقد التوازن فسقط جس.دها فوق الارض كما لو كانت جث.ه هامده لا حول ولا قوة لها تركض إليها كل من هاله وسحر ويعانقوها بقوة بينما يقف أمامهم ذلك ذو القلب المتحجر وهو يقول دون أن ينظر الي تلك الصغيرة التي أصبحت أشبه بجنه لا روح بدخلها..
_جاهزو تنسيم يهاله انتي وسحر عشان هنرچع كلنا الصعيد.
تجيب مرفت بصوت عالي وهي تنظر الي أسر:
_ انت اجتننت تنسيم مين اللي ها تخدها الصعيد تنسيم هتفضل معايا وهتسافر تركيا معايا فأهمني كلكم تنسيم بنتي وانا مش ها سيبها
يرد عليها أسر بصوت الرجولي قائلاً وهو يقف أمامها بثبات :
_ والله مافيش حد قالك تسبيها عاوزة بنتك أفضلي معها عاوزة تسافري الله معكي بس تنسيم هتفضل معي وانا دلوقت اللي واصي عليها وعلى كل حاچه تخصها ومافيش حد غير مسؤول عنها دلوقت
ينظر الجميع الي أسر ولا احد يفهم ما يقصد بكلامه غير ذلك العجوز الذي يعلم كل شيء بينما نظر هذا العجوز الي تلك الصغيرة التي وقعت فوق الأرض ولم تقدر على الحركة بسبب هذه الصد@مة القاسية تنظر فقط الي الفراغ أمامها بينما قال ياسر الاخ الأكبر الى أسر .:
_ واه ايه الكلام اللي تقوله ده يا اسر تنسيم بنتنا كلنا وكلنا هنكون مسؤولين عنها ما راح نخليها تحتاج حاچه زاي ما كان أبوها عايش بظبط
يرد أسر قائلا بجمود ونظر أخيراً الي تلك المسكينة التي تجلس أرضاً جس.د بلا روح.:
_ ما اقصدش يا أخويا اكيد تنسيم بنتكم كلكم ومتأكد أنكم تعتبروها زي أولادكم لكن هي دلوقت بقت مراتي وما فيش حد غيري هيكون مسؤول عن مراتي ودي وصيه أحمد لي قبل ما يم.وت الله يرحمه.
يقف الجميع مندهشون مما يقاله آسر وبالأخص مرفت التي أجبرتها الدهشة على الرجوع الى الخلف بضع خطوات وصمت مرعب يسيطر على الجميع لا أحد يقدر أن يقول شيء ولا يستوعب أحد هذه الكلمات التي تفوه بها آسر الان ة بعد لحظات من هذه الصد@مة التي صد.مت الجميع
أردفت مرفت قائلة بانفعال وهي في حالة من الذهول: أنت تجننت ايه الهبل اللي انت بتقوله ده تنسيم مين اللي بقت مراتك انت تجننت نسيت إنك بتكون عمها وفي مقام أبوها بالضبط ازاي بقت مراتك ولا فرق السن اللي بينك وبينها
ينظر آسر الي والده وهو يتذكر كل ما حدث في المستشفي من قبل أسبوع
رجوع الي الماضي
في مستشفى وبالأخص في غرفة أحمد تجلس تنسيم بجوار ولده وهي تحكي له كيف مر يومها ويجلس بجواره الحاج عطيه التي يبتسم وهو يسمع ما تقوله تنسيم ولم تقف عن مداعبه والدها وأسر الذي يجلس وهو يشعر بضيق ولا يعجبه دلال هذه الفتاه الزائد عن الحد أردف أحمد قائلاً وهو يبتسم بضعف الى تنسيم : معلش يا تنسيم يا حبيبتي انا عايز عمو آسر وجده عطيه في حاجه كده
تبتسم تنسيم ابتسامة هادئة وهي تقول : حاضر يا بابا زي ما تحب انا هاستني في الاستراحة لو احتاجه مني حاجه نادوا علي
أحمد بتعب وارهاق وهو يضع يديه على فمه ويسعل بقوه : حاضر يا حبيبتي خدى الباب في إيدك من بعد إذنك ياقمري.
وبعد أن يتأكد أحمد من مغادرة تنسيم الغرفة واغلقه خلفها باب الغرفة بأحكام أردف قائلاً موجه حديثه الى آسر وهو يقول بضعف..
_ أسمع يا ولد عمي حابب أطلب منك طلب بس وحياة غلواتي عندك وغلاؤه كل حاجه حلوه حصلت بين وبينك وحياة العيش والملح اللي كلنا مع بعض توافق وما ترفض لي انا هاطلبه منك يا ولد عمي
آسر بحزن على حاله صديقي ورفيق عمره وابن عمي الغالي وفي خطوة واحدة كان يقف أمام هذا الراجل الذي يسارع من أجل أن يظل ظله في الحياة وقال وهو يمسك بكف يدي
واه يخويا لييه تحلفني اكده حنفذه لو علي رقبتي اطلب اللي تعوزه يا أحمد وانا وحياة غالوتك عندي لو اقدر انفذه ما حتأخر لو كانت رقبتي يا ولد عمي
يرد أحمد بحب وهو يمسك يد آسر كما لو كان يترجاه: عارف إنك راجل يخويا علشان اكده انا كنت عاوز اطلب منك إنك انت تكون الحامي لتنسيم بنتي من بعد ربنا وبعدي انا مش هطمن عليها غير معك انت يا أسر علشان كده وحياة غلاوه أخوك اللي على فراش المoت توافق وتتجوز تنسيم بنتي يا آسر.
يقف كل من آسر والحاج عطيه في حاله من الذهول والصمت يسيطر على الغرفة بأكملها للحظات ثم يقطع هذا الصمت صوت الحج عطيه قائلاً وهو مزال في حالة من الذهول: واه اي اللي تقولي ده يا احمد يا ولدي تنسيم مين اللي آسر ولدي يتجوزها دي لسه حته عيله ولا راحت ولا جات اما آسر ابني ما شاء الله عليه عند ولد عندوا خمس سنين ولا نسيت ده يا أحمد حرام تعمل في بنتك اكده دي لسه عيله حرام
يتبع…
احمد بأسرار وترجي وهو مازال يمسك بيد آسر: علشان خاطري انا يا آسر إنك توافق وتتجوز تنسيم بنتي انا عارف أن الموضوع ده مش ساهل بس الظروفي ومرضي حكموا بكده إني عاوز أطمني عليها قبل مو*تي و انا مش هطمن عليها غير معك يا أسر انا وثق انك الإنسان الواحد اللي قادر تحميها من شر أمها ميرفت مراتي مش ها تسيبها في حالها انا عارف، انا عاوز أمو*ت وانا مطمئن على بنتي الوحيد انا طلقت ميرفت وكتبت كل حاجه باسم تنسيم بنتي بس خايف عليها من أمها دي واحدة حربية ما عندهاش قلب ولا ضمير مش ها تسيبها في حالها غير لم تاخد كل حاجه انا كتبتها باسم تنسيم هي حتغير لونها زي الحربية وحتبين قدام الكل أنها عاوزة تنسيم تكون في حضنها بس الحقيقة هي مش حتعوز غير الفلوس الا انا حسبها باسم تنسيم انا عاوز بنتي تتربى في وسط اهلها مش عايزها تبقى في دوله غريبه لواحده وانا متأكدا ان حصل لي حاجه ميرفت حتعوز تاخد تنسيم وتسافر تركيا علشان تعيش معها هناك و زاي ما انتم كلكم شايفين هي مش بتهتم بحاجه غير المال والحفلات والسهرات اللي ما لهاش لازمه عشان اكده اني طالب منك يا أسر انك تكتب على تنسيم بنتي وكده حتطمن أنها حتفضل في أمان بعيد عن شغل وشر أمها عشان خاطري يا ولد عمي وافق يا أسر
يرد أسر بحيره وحزن أنه لا يقدر أن يرفض شيء الي صديقي عمر لكن في نفس الوقت لا يقدر على تنفيذ هذا الطلب التي سوف يد*مر حياة طفلة مسكينه ما لهاش ذنب في اي شيء يحدث : أسف ياولدي عمي مش حنقدر على تنفيذ طلبك ده
يستيقظ آسر من شروده على صوت هذه التي تصرخ بصوت عال .
تركض تنسيم الي الخارج وهي تبكي وتصرخ بصوت عالي وهي تقف تحت ضوء القمر في الحديقة بينما تمطر السماء وفي وجود رياح قويه تصرخ بصوت عال و تصرخ السماء معها كما لو كانت تشعر بحزن والأم هذه الطفلة المسكينة وخصلات شعرها تحلق مع الرياح خلف ظهرها ..