رواية حماتي بقلم ايمي رجب
انت في الصفحة 8 من 8 صفحات
….. اليوم ده من أصعب أيام حياتي…. ماكنتش قادر أشوف ضعفها …. عشان كدا مقدرتش أقعد ف المستشفى …. جريت ع البيت ودخلت اوضتها …… الأوضة اللي ياما شُفت خير فيها … وفجأة لاقيته بيتصل …. أكتر إنسان بكرهه ف الدنيا … أبويا…. كان بيعرّفني إن هو السبب ف دخولها المستشفى … كان شمتان في مرضها ……. عشان كدا اتعصبت عليه ف التليفون …. ولو عليّ كنت قتلته من زمان وخلصت منه …بس للآسف هي السبب
قلت له بسرعة:
….. هي مين
قالي بوجـ،ـع:
….. امي. … رغم قسوته وجبروته عليها… ڈم ..ا تقولي معلش برضه أبوك. …… ڈم ..ا تقولي ساعده بالفلوس …. اسأل عليه …. ڈم ..ا تقولي عايزة أدخل بيك الچنة يا وليد …. استحمل عشاني …. وهو طبعا كان مستغل النقطة دي …. وڈم ..ا عايز يخرب لي حياتي …. عشان كدا قلت لك إنه مسافر ….. عشان مش هو الأب اللي اتشرف بيه قدام حد……دي وصلت بيه البجاجة أنه عاوزني اكتب الشقة والمحل ب اسمه …. عايز ياخد شقا وتعب أمي طول السنين اللي فاتت … امي اللي ياما تعبت عشان توفر لي احتياحاتي...هي اللي ربتني وعلمتني وصرفت عليّ…… عارفة يا ملك أنتِ شبه أمي جدا …. عشان كدا حبيتك ….. هي كمان اتربت مع مرات اب صعبة … طول عمرها كانت مظلومة وتعيسة زيك…. عشان كدا اخدت عهد على نفسي إني اعوضكم انتوا الاتنين …. كان نفسي اسعدكم ع قد ما اقدر …. عشان كدا كنت بروح لسعاد وكنت بجيب لها هدايا من عندي ف المحل …. كان نفسي اصلح الأمور بينكم كان نفسي اخليها تحبك. …..
…… طب أنت ليه كنت بتروح لمامتك اوضتها ف نص الليل … وليه كنت بترجع من الشغل مخصوص عشانها
قالي:
…… أمي تعبانة يا ملك وف حاجات كتير ماتقدرش تعملها لوحدها …. زي مثلا الوضوء. … وهي متعودة تقيم الليل كل ليلة ….. عشان كدا كان لازم اساعدها.. وكنت بسيب المحل وقت صلاة الضهر والعصر واجي البيت عشان برضه اساعدها ع الوضوء…. واقرأ لها القرءان لأنها مابتعرفش تقرا. …….
قلت له وأنا بعيط:
…. ليه مقولتليش يا وليد …ليه مطلبتش مني أعمل الحاجات دي بدل منك
قالي:
…. أنتِ مسألتنيش يا ملك …. وبعدين أنا واخد عهد ع نفسي إن أنا اللي هخدم أمي طول حياتي ….. استحالة اخليها تحتاج لمخلوق غيري …… استحالة
أنا ووليد رجعنا لبعض …. بس المرة دي اتفقنا ع الوضوح والصراحة ….. وحماتي رجعت البيت ونوّرته من تاني … بجد بحبها أوي من كل قلبي … بس برضه وليد لسا مُصمم إن هو بس اللي يخدمها. ….
قلت ل بابا كل اللي حصل …. بس تصدقوا أنه مش مصدقني للأسف لسا بيدافع عن سعاد … بصراحة مبقاش يفرق معايا بس برضه هزوره كل فترة …. مهما كان هيفضل أبويا …….
طبعا عايزين تعرفوا نهاية الظلم ….. أكيد نهايته صعبة … اللهم لا شماتة …. سعاد مارتحتش غير لما جوّزت سارة أختي وهي ف أولى كلية وللأسف اتطلقت بعد شهر بالظبط ورجعت لها تاني ….. ومن ساعتها وسعاد نفسيتها تعبانة……
والد وليد بقا ربنا يعفي عنه …. تعبان أوي وتقريبا دي آخر أيامه. … اعترف ل وليد بكل حاجة …. قاله إن هو اللي وصل لسعاد عشان يدمروا حياتنا …. وسبحان الله
عارفين مين اللي بيخدمه ف مرضه دلوقتي ….. وليد …. بيخدمه عشان يدّخل امه الچنة …. مش هي اللي ربتوا التربية الصالحة دي …..