رواية زمزم ووقاص بقلم نرمين
عابد...زينب معاك..انا ام ولادك...سلام..
وأغلقت الهاتف وبكت...لم تنكر احساسها بالنقص بدونه...لم تكرهه يوما...لكنها لم تستطع تقبله كزوج...تحسست تلك الحلقة حول اصبعها..وشردت في ليلة زفافها...كانت بكاء وعويل حتي يبتعد عنها..
تجهمت ملامح وجهه بضيق وحنق قائلا بصوت حاول إخراجه هادئا..
_ طب انا عملت ايه دلوقتي..بطلي عياط انا معملتش حاجة..
لم ترد عليه وتابعت بكائها فزمجر هو پغضب...
_ بطلي زفت وقوليلي فيه ايه..
توقفت عن البكاء خوفا منه وعدلت من وضع الشرشف حول جسدها ...
_ انا خاېفة...
تبدلت ملامح وجهه الي اللين وحاوط كتفيها بذراعه...
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
بعد قليل توقفت عن البكاء وهدأت قليلا اما هو فتراجع عما اراده وانشغل بتهدأتها حتي نامت ..سحب يده برفق ودثرها بالفراش وخرج من الغرفة حتي يجلب ماء ..
بعد أن اطمأنت الي خروجه فتحت عينيها وعاودت البكاء وهي تقول بصوت مسموع قليلا...
_ ربنا يسامحك يا بابا..ربنا يسامحك..
توقف مكانه پصدمة لم يكن من الصعب عليه أن يفهم معني كلماتها ...تمارا تزوجته رغما عنها..أو بالاحري بضغط من ابيها...
وعلي مدار الأيام التاليه كان يتعامل معها بجفاء الي أن مر اسبوع علي زواجهم ...
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
_ بقولك ايه..خاېفة ومش خاېفة ده مش عندي...ده هيحصل هيحصل ف اهدي كده وارخي نفسك..مش ھتموتي..
بذلك الاسبوع كانت نظرتها له بدأت بالفعل أن تتغير لكن بما يريد فعله الان وبما قاله تجسدت أمامها شخصية والدها الصارمة...تلقائيا وجدت نفسها تتوقف عن البكاء والحركة وتركته يفعل ما يريد ...أدركت بما لا يقبل الشك انها وقعت بنسخة ناصر النوساني وأنها أصبحت زوجته شاءت ام ابت..
لذلك وجدت أن تتعامل معه كما تتعامل مع والدها لم تستطع أن تكون سعيده بحملها بطفلها الاول...اتخذته كإجراء روتيني...تزوجت ومن المؤكد أن تنجب اطفال....
الساعة ١٠ ونص...بحبك...
قطبت حاجبيها باستغراب ولم تفهم ..قلبت شفتيها بجهل وتركت الهاتف واخذت طفليها حتي تذهب الي موعد تدريبها وتري زمزم...فقد اخبرتها بالامس بوجود ناصر النوساني بالمنزل....
ارتدت زمزم ملابسها تحت أنظار سيلين التي لم تتوقف عن الحديث عن عمها وترجوها أن تتحدث إليه لكن زمزم لم تستمع لها ...
_ يا زمزم حرام ...عمو تعبان والله...طب كلميه حتي لو بالكدب..
تأفأفت بنفاذ صبر وهتفت بصوت حاد قليلا..
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
آثرت سيلين تغيير الموضوع حتي لا تعاند اكثر وهتفت...
_ مش قولتيلي أن ياسر لسه مرجعش راحة فين كده...
_ امم..لسه مرجعش...انا راحة النادي هقابل تمارا هناك..ما تيجي معايا...
_ هنزل معاكي بس مش هروح النادي...خارجة مع صحابي...
غمزتها زمزم بخبث وابتسامه ...
_ طب تصدقي بقي انك ساڤلة..
وقذفتها بالوسادة...
نزلا الي الاسفل فقابلهم وقاص وهو يصوب نظراته نحو زمزم بحدة...
_ رايحة فين انت ومراتي يا سيلين...
تعمده الضغط علي كلمة مراتيأثارت غريزتها بالضحك بقوة حتي أثارت غضبه...
_ انا مقولتش حاجة تضحك ...واحسنلك تقولي راحة فين ...
توقفت عن الضحك حتي لا تثير المشاكل فقد ساورها القلق عندما استمعت الي صوت شقيقتها عبر الهاتف كما أنها اتفقت معها علي زيارة زهرة بالمشفي اليوم...
_ راحة النادي...هشوف اختي هناك...عندك مانع...
وقاص بغموض وصوت هادئ...
_ لا...معنديش مانع..روحي...
تعجب من هدوءه المفاجئ ذاك ولكن الان تهمها شقيقتها اكثر لذلك تركته وخرجت ...
بالنادي ...تركت تمارا طفليها بالمكان المخصص للأطفال وأمرت احد الحراس بمتابعتهم وحمايتهم وذهبت حتي تجلس علي طاولتها منتظرة زمزم...رغما حولت بصرها بأنحاء المكان تبحث عنه ولكنها لم تجده ...رأت زمزم قادمة إليها فابتسمت بحنين...تري والدتها بزمزم...زمزم هي الوحيدة بينهم التي أخذت شعر والدتها البرتقالي وعيونها الزرقاء ...
عندما اقتربت منها زمزم اسرعت تمارا باحتضانها بقوة وبادلتها زمزم العناق...
زمزم بضحك...
_ خلاص كفاية بقي خلينا نقعد...
ابتعد عنها تمارا وجلست على المقعد...
_ ناصر بيه عندك ف البيت ازاي بقي..وازاي رجع اصلا...
تنهدت زمزم ثم هتفت...
_ ناصر بيه عندي بقاله اسبوعين تقريبا...
تمارا باستغراب ...
_ اسبوعين...وازاي متقوليش انت لسه قايلالي امبارح بس..
ضحكت زمزم بسخرية قائلة...
_ أصله جه واټخانق معايا ومع وقاص ومع عمك...
_ ليه ده كله مش معقوله ندم يعني..
_ حب يعمل اب ويتقن الدور...اټخانق مع وقاص عشان اتجوز عليا واټخانق مع عمك عشان ممنعوش..واټخانق معايا عشان رضيت ومحاولتش أوصله...سيلين بتقولي أنه تعبان وعاوزاني أكلمه..شايفة أنه ابويا ومينفعش اقاطعه...عارفة با...عارفة ناصر بيه راجع ليه...راجع عشان هيطلع ع المعاش السنة الجاية..كان جاي هنا يقعد ف وسطنا...شاف أنه كفايا بقي حاجة وتلاتين سنة غربة..واحنا صغيرين مع ماما بترعانا...وبعدها احنا كبرنا وهو كان صارم معانا واتربينا من غيره...بس وحلف ع وقاص أنه يطلقني ووقاص مرضيش...وادينا قاعدين اهو...
انتهت زمزم من حديثها وانخرطا في نوبة ضحك هستيرية حتي ادمعت عيناهم ...تحولت ضحكات تمارا إلي بكاء ناعم...
_ امال لو عرف أن عابد اتجوز