مصور يلتقط صور من أعلي المحيط الأطلنطي يظهر به لون أحمر
انت في الصفحة 2 من صفحتين
ماذا حدث؟
وبعد أن أخذ الطيار فان هيغست أنفاسه، بدأ يروي ما حدث من ذاكرته، ولخص أنه كان هناك وميض، ربما ضوء، يأتي من الأعلى إلى الأسفل، أي من الأسفل. من الأرض إلى السماء، ثم تسبب في ظهور ضوء أحمر استمر من منتصف الرحلة حتى نهايتها. لكن كرد فعل طبيعي، بدأ يظهر الإنكار وعدم التصديق رداً على قصة الطيار الهولندي، إلى حد حدوث ذلك. تم تكليف فريق طبي للاطمئنان على قواه العقلية للتأكد من سلامته، وبعد التأكد من سلامة الطبيب، ظلت حالة الإنكار قائمة، لكن فان هو من أنقذ الموقف خلال حاډثة التوهج الأحمر، وهو كان لديه الصورة الحقيقية.
ظهور الأدلة
كان فان هيجست محظوظًا لأنه تمكن، بالرغم من خوفه الشديد، من توثيق تلك اللحظة التاريخية والتقاط عدة صور لها، وربما كانت تلك الصور هي الدليل الوحيد على صدق الطيار الهولندي، والتي ربما كانت بدونها سيتم اتهامه بالكذب والادعاء، والغريب أن فان هيجست كان غافلًا عن الصور في بداية الأمر أو مُتناسيها تمامًا، إلا أنه وبعد تكذيبه بأسبوع واحد خرج ليواجه المُشككين به بأقوى دليل مُمكن، وهو الصور، لكن إثبات حاډثة التوهج الأحمر لم يكن في الحقيقة أمر جيد بقدر ما هو مدعاة لخوف وقلق مما كان عليه الجميع فيما سبق، والدليل على ذلك هو امتناع بعض الطيارين عن السفر في المناطق القريبة من موقع الحاډثة أو حتى مجرد الاقتراب منها، أما بالنسبة للطيار الهولندي فكان الأمر أسوأ.
ما بعد الحاډثة
ظلّ الطيار الهولندي فان هيجست حبيس بيته لفترة طويلة بعد حاډثة التوهج الأحمر، حيث كان يقول إنه قد أُصيب منذ ذلك اليوم بنوبة قلق وخوف، تنتابه كلما اقترب من طائرة، كما أن حياته الخاصة قد تأثرت أيضًا وأصبح حاد المزاج وأكثر عصبية مما كان عليه في السابق، وقد كان يُعتقد في البداية أن ذلك الأمر يحدث نتيجة تكذيب روايته من قِبل البعض، إلا أنه بعد ظهور الأدلة أيضًا ظل فان على نفس الحالة بل أنه يُمكن القول أن الأمور قد ازدادت سوءًا.
زيادة في التعقيد
القول الفصل
القول الفصل في حاډثة التوهج الأحمر خرج بعد عام من ظهورها، حيث نشر المكتب الإعلامي لشركة الطيران التي كانت مسئولة عن الرحلة تقول فيه أن الطيار الخاص بها قد أخطأ في وِجهته، وأن ما شاهده حقيقي فعلًا لكنه لم يكن في طريق الرحلة المعروف وإنما في مكان آخر لا يعرفه أحد حتى الآن ولا حتى الطيار نفسه.
وبالطبع أي طفل صغير لا يتجاوز العشر سنوات يُمكنه أن يستشف الكذب في هذا البيان ومحاولة تدليسه للحقائق من أجل عودة الثقة إلى الطيارين من جديد وقبولهم الإقلاع في رحلات جديدة تمرّ من نفس مكان الحاډثة القديم، لكن، هل سيتمكن هذا البيان من خِداع التاريخ أيضًا؟