رواية بقلم ميمي عوالي
حقيبة صغيرة وبعد أن دخلت أمانة إلى شقتها اعطاها الحقيبة وهو يقول من فضلك خليلى دى معاكى اوعى تديها لحد أو حد يعرف فيها ايه
أمانة هى ايه دى
نوح اكيد هتعرفى بس مش دلوقتى المهم خليها فى شقتك بعيد عن ايد اى حد وخصوصا سهر هى فين
لتتلجلج أمانة قائلة موجودة فى اوضتكم
نوح بجمود كانت فين لما ماما ماټت
أمانة لما روحنا المستشفى انا طلبت منها تفضل هنا وموجودة من ساعتها ماراحتش فى اى حتة
نوح ماشى انا هروح اغير وهنروح على المستشفى على طول هاتيجى معايا
أمانة بدموع طبعا لازم أقف على غسلها وادعيلها
ليومئ نوح رأسه ويعود إلى شقته فيتجه إلى غرفته وما أن فتح الباب حتى هبت سهر من مكانها وهى تنظر إليه بتأهب فى محاولة منها لاستشفاف مايجول بخاطره وان كان علم بمشادتها مع أمه ام أنه لم يعلم بعد ولكنها عندما نظرت بوجهه لم ترى غير الحزن فهدأ هذا من روعها نوعا ما وعلمت أنه لم
نوح بجمود ونعم بالله
وعندما رأته يغير ملابسه استعدادا للخروج مرة أخرى
سهر هتعمل ايه دلوقتى
نوح هنروح المستشفى نجهزها عشان الډافنة
سهر تحب اجى معاك
نوح بحزم لا أمانة هاتيجى معايا خليكى انتى هنا على مانرجع
وبعدها خرج نوح متجها إلى الجمع بالخارج وقال ياللا بينا ثم نظر إلى غادة قائلا بعد اذنك ياغادة خليكى انتى هنا عشان تاخدى بالك من كل حاجة
غادة حاضر يانوح ماتقلقش مع السلامة انتم ربنا المستعان
ليتجه الجميع إلى وداع نعمة وإيصالها إلى مثواها الأخير بين الدعاء والحزن والمواساة
كان الجميع قد انصرف إلى حياته وعادت هدى وزوجها واولادها إلى منزلهم بعد أن قابلت أمانة طلبهم بالذهاب للمعيشة معهم بالرفض الشديد وأصرت على البقاء بشقتها
خرج نوح من شقته صباحا ودق على شقة أمانة لتفتح له وهى مستعدة للذهاب إلى عملها
نوح بهدوء صباح الخير
أمانة بحنان صباح الخير يانوح عامل ايه النهاردة
نوح وهو يومئ برأسه الحمدلله يا أمانة مابقاش حاجة ليها طعم من بعد ماراحت
أمانة وقد وضحت معالم بكائها على صوتها ربنا يرحمها ويحسن إليها يارب
نوح يارب ياللا بينا
أمانة طب روح انت وانا هحصلك
لتغلق أمانة بابها وتذهب معه
فى السيارة
نوح ماجاتش مناسبة من ساعتها أسألك
أمانة بتوجس عاوز تسألنى على ايه
نوح ايه اللى تعب ماما فجأة كده انا كنت لاحظت أن حالتها مستقرة من ساعة مارجعت من دبى
لتصمت أمانة وهى لا تعلم بما تجيبه وعندما طال صمتها قال اتكلمى يا أمانة مهما كان اللى هتقوليه مش هيبقى اكتر عندى من مۏتها
أمانة بتردد انا هحكيلك يانوح لأنها طلبت منى قبل ما ټموت انى اعرفك
نوح بفضول تعرفينى ايه
لتقص عليه أمانة كل ماحدث ليلة ۏفاة نعمة بالتفصيل ثم بعد أن انتهت من حديثها تنهدت قائلة صدقنى لولا أن مراة عمى امنتنى انى مااسيبكش معمى ماكنتش حكيتلك اى كلمة من الكلام ده
لتومئ أمانة رأسها وتتركه متجهه إلى عملها
بعد ثلاثة أيام
بعد انتهاء أمانة من عملها قامت بلملمة جميع أوراقها وهى تقول لنوح المفروض اننا هننقل الشغل بعد كده فى الموقع
نوح باستغراب وانتى بتروحى المواقع اللى برة القاهرة
أمانة ماكنتش بروح زمان عشان ماابعدش عن نعمة لكن دلوقتى
نوح دلوقتى ايه
أمانة محتاجة اروح يانوح يمكن اتعود على بعدها
نوح لو قلتلك تروحى تعيشى مع مامتك يا أمانة
أمانة بحزم لا
نوح مش احسن من قعادك لوحدك
أمانة انا ممكن اقعد معاهم يوم او اتنين لكن اعيش هناك على طول وابعد عن وابعد عن بيتى لا مش هقدر نعمة وصتنى ماابعدش
نوح ووصتنى انا كمان
أمانة باستغراب وصتك بايه
نوح وصتنى على الأمانة يا أمانة ثم أكمل بتنهيدة احنا محتاجين قعدة طويلة مع بعض بس الاول النهاردة بالليل فيه قعدة اهم هتحصل عندى فى شقتى بحضور احمد وغادة اول مايوصلوا هندهلك على طول وتجيبيلى معاكى الشنطة اللى اديتهالك يوم مارجعت من السفر
أمانة وهى تخمن سبب تلك الجلسة ماشى ياللا بينا بقى عشان نلحق نتغدى الاول
مساءا بشقة نوح
تدخل أمانة لتجد احمد وغادة يجلسان فى صمت وهما يتبادلان النظرات لتحييهم وتجلس بجانب غادة بعد أن أعطت الحقيبة لنوح فأخذها من يديها واعطاها لاحمد ثم جلس معهم وظل اربعتهم يتبادلون الأحاديث العادية وهم بانتظار سهر التى كانت بالخارج ولم تعد بعد
وبعد مايقرب من الساعة وجدوها تفتح الباب وتدخل لتتفاجئ بوجود الجميع أمامها
سهر ومعالم الدهشة مازالت على وجهها مساء الخير ايه ده انتو هنا من امتى
احمد احنا هنا من ساعتين تقريبا
سهر بامتعاض وماقولتوليش ليه كنت حاولت اجى بدرى
نوح منين
لتلتفت سهر إليه بدهشة قائلة هو ايه اللى منين
نوح بتقولى كنت جيت من بدرى وانا بقوللك منين جاية منين ياسهر
سهر ببرود من الشغل هاكون جاية منين
نوح بجمود الشغل اللى واخدة منه إجازة من قبل مانرجع من دبى ولحد دلوقتى ماقطعتيهاش
سهر بارتباك ااانا أنا عندى مشاغل تانية بعيدة عن الشركة
نوح مشاغل زى ايه يعنى مش تشركينا معاكى يمكن نفكر نغير نشاطنا احنا كمان
سهر نشاط ايه اللى تغيره انا مش فاهمة انت بتتكلم على ايه
احمد اسمحلى افهمها انا يانوح
ليشير نوح بحركة مسرحية الى احمد معناها السماح له بالحديث ليقول احمد بصى يا مدام سهر احنا معانا ملف قضيتك القديمة
لتبهت سهر وهى تقول قضية ايه
نوح يتهكم الا المصېبة يكون عندك قواضى غيرها
سهر وهى تنهض متجهة إلى باب الشقة انا مش هقعد اسمع الكلام الفارغ ده اكتر من كده
ليلحقها نوح ويجذبها من يدها وهو يقول لها بنبرة حاقدة بقى كنتى عايشة طول عمرك برة يا قڈرة يا واطية وانتى سايبة مصر بڤضيحة بقى تتحبسى تلات سنين فى قضية اداب وانتى يادوب عمرك اتنين وعشرين سنة لا وابوكى اللى عامل نفسه حارس الشرف والأمانة كان القۏاد بتاعك دلوقتى بس فهمت كلام امك لما قالتلك يارب الجواز يهديكى ويعقلك امك اللى هربت من قذارة ابوكى لما كان عاوزها هى كمان تدورها بس طلعت اشرف منكم واتطلقت وهربت وسابتلكم البلد باللى فيها
لا وكمان بعد ما اتجوزنا يانجسة مدوراها ايه الڼجاسة ماشية فى دمك للدرجة دى واحدة غيرك ربنا سترها واتجوزت كانت تتوب وتنضف لكن انتى فضلتى على نفس ملتك
ثم زفر بشدة وقال كله كوم واللى عملتيه فى امى كوم تانى
لتنظر سهر لأمانة بړعب وهى تقول كدابة كدابة انا ماعملتش حاجة هى اللى وقعت لوحدها من غير ما أقوالها حاجة
ليصفعها نوح على وجنتيها مرارا وتكرارا تحت صړاخها الحاد حتى وقف احمد بين نوح وبينها وهو يمنعه عنها قائلا وبعدها لك يانوح بقى هو ده اللى اتفقنا عليه
نوح صارخا قټلتها يا احمد قټلت نعمة قټلت امى
لتقول أمانة وهى تجذب نوح ناحيتها الاعمار بايد الله يانوح
نوح ونعم بالله بس هى السبب
ثم جلس نوح وهو ينظر إليها پغضب قائلا انا اخدت الشيك بتاعى من ابوكى و معايا اوراق ممضية بايديكى بتعترفى بيها بكل اعمالك المشپوهة ومعايا شيك باسمك ممضى على بياض ممكن اسجنك بيه فى اى وقت لو فى خلال تلات ايام ماسيبتيش مصر من غير رجعة اعملى حسابك انى هسجنك الباقى من عمرك
وعلى ماده يحصل وتغورى من البلد واللى فيها مش عاوز اشوف وشك فى اى مكان والشنطة دى فيها كل حاجتك اللى هنا قالها وهو يشير إلى حقيبة سفر موضوعة بالقرب من باب الشقة لم تراها قبل اللحظة
نوح مكملا ومش عاوز منك غير انى اعرف حاجة واحدة بس ثم نظر إلى عينيها پغضب واكمل قائلا يوم ما ابوكى دخل علينا
وهددنى كان حصل بينا حاجة
سهر من وسط بكائها لا انت كنت نايم ومتخدر
نوح وليه عملتوا كده
سهر كنت عاوزة لو نزلت مصر فى اى وقت ابقى متجوزة
نوح بسخرية ااه عشان تتسرمحى براحتك روحى وانتى طالق الله يلعنك
لتذهب سهر إلى حقيبتها وتسحبها فى اتجاه الخارج إلا أن نوح أوقفها مرة أخرى قائلا ماتحاوليش تروحى ناحية الشركة هنا او فى دبى أو شركة عبد الراضى لأن الملف بتاعك فى منه نسخة فى كل حتة وفضيحتك بقت بجلاجل
بعد ذهاب سهر دام السكون التام لمدة من الوقت إلى أن قطعته أمانة قائلة انا عاوزة اعتذرلك يا احمد انت وغادة
احمد باستغراب تعتذرى على ايه يا أمانة
أمانة بخجل على سوء ظنى فيكم لما شفت اللى حصل قدامى يوم ما اتعشينا مع بعض يمكن نوح يكون شرحلى الحكاية بعدها بس ماجاتش فرصة انى اعتذرلكم بعدها
لتنهض غادة من مكانها وتجلس بجوار أمانة قائلة طب احمد وشبه فاهمين ظنيتى فيه ايه طب انا بقى مالى
أمانة سامحينى ياغادة بس كنت متضايقة انك بتتفرجى وانتى فاهمة و ساكتة والموضوع ده استفزنى جدا الصراحة
نوح ساخرا احمدوا ربنا اومال لوعرفتوا الباقى
احمد باستغراب أنهى باقى
نوح وهو ينظر لأمانة خلوها بينى وبين أمانة احسن لسه فى حاجات كتير بيننا ما اتقالتش
أمانة انا طبعا ماليش انى أتدخل فى اى حاجة تخصك لكن لو تسمحلى أسألك سؤال واحد
نوح رغم أن كلامك كله مش مظبوط بس مش وقته أسألى
أمانة هو انت صحيح وزعت الملف بتاعها فى الشغل زى ماقلت
نوح بتنهيدة الحقيقة ماقدرتش لكن حبيت اخوفها أنها تروح هناك تانى لكن
أمانة لكن ايه
نوح انا عرفت حاتم
لتنهض أمانة من مكانها متسائلة بلهفة ليه يانوح ليه كده
نوح بصى يا أمانة انا مش هينفع ارجع الشركة بتاعتى ولا اشتغل فيها تانى بعد ماعرفت اللى كانت بتعمله والله اعلم فاكرينى ايه وسيرتى عاملة ازاى فسألت حاتم لو محتاجنى فى شركته أو لا لانه لو مش محتاجنى هضطر اسيب المشروع وادور على شغل فى مكان تانى
أمانة وبعدين قلتله ايه بالظبط
نوح قلتله الحقيقة والصراحة الراجل رحب بيا جدا وخصوصا أنه كان طلب منى انى انضم للشركة بتاعته من فترة من غير
مايشوفنى لكن كان شاف الشغل بتاعى وكرر طلبه ده لما جيت مصر بس انا رفضت لأن منصبى ماكانش سهل انى أتنازل عنه
لكن آن الأوان انى أرمى كل حاجة ورا ضهرى عشان اعرف أكمل واللا ايه
لتجلس أمانة مرة أخرى وهى تقول يمكن يكون عندك