رواية حكاوي زين بقلم رحمه طارق
انت في الصفحة 1 من 11 صفحات
- دبلوم يا ماما! دبلوم!
- وفيها أية؟ والله شاب زي الورد ودخل البيت من بابه، وأخلاقه تشهد بيها الناس كلها.
- أخلاقه فوق راسي، بس التعليم، التعليم مهم.
- هيفرق معاكي في أية التعليم لو كان ..
- يا ماما بالله عليكِ افهميني، ليه اتجوز واحد احس معاه بفرق تفكير كبير، ليه احس إنه بعيد عني؟ مش بقول إنه وحش ولا قليل، بس مش مناسب ليا أنا.
- اتكلمتي معاه؟
- يا ماما ..
- اتكلمتي معاه؟
- لا
- يبقى حكمتي على عقله ازاي؟
- مش محتاجة ما ..
- رحمة! هي كلمة، تشوفيه وتتكلمي معاه، ولو فضلتي على رأيك محدش هيجبرك على حاجة، جميل إن يكون عندك منطق، بس الأهم إنك متكونيش ظالمة.
- هي كلمة قولتها، تجهزي نفسك بكرا بعد العشا هييجي لوحده علشان تتكلموا الأول، اديله وادي لنفسك فرصة، ولا انتِ مش عاوزة تخليني اشوفك عروسة أبدًا!
أكيد عاوزة أكون عروسة، يعني أنا.. أنا زي كل البنات والله. قبل أنام بليل بتخيل نفسي عروسة، بشوف فرحي وفستاني والورد الي هيحضن دراعي والفرحة الي مش هتكون سيعاني، بشوف بابا وهو ماسك دراعي، واسمعه وهو بيوصي جوزي عليا، بشوف ابتسامة غريب مليانة فرحة وزهو بيا، بشوف بيت واسع دافي على قدنا، واتخيل لو صحيته الصبح وانا بغني، أو لو ونسني بليل بقاعدة رايقة تكون لينا بس لوحدنا. وكمان بتخيل اني سعيدة وراضية بحياتي، ومش ندمانه أبدًا ولا راجعة اقول لنفسي كان لازم تفكري، أنتِ اتسرعتي.
- السلام عليكم.
دخلت بعد ماما خرجت علشان اتكلم معاه. كانت ملامحي جا@مدة بس صوتي هادي. أول لما سمع صوتي قام وقف وقال :
- وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته.
مكنتش لسه شوفته، مكنتش عاوزه أشوفه دلوقتي، بس أول لما اتكلم.. اقصد لما سمعت صوته.. مش عارفة أقول أية بس.. أنا كنت عاوزه أرفع عيني واشوفه.. وشوفته.
يعني.. هو.. هو ملامحه هادية، بجد زي ما قُلت كدا، هادية،
تحسسك إنه شخص مؤلوف، انتِ تعرفيه، عاش@رتيه، قابلتيه زمان، خبطتي فيه في مرة، شربتي معاه كوبايتين شاي فرفض عقلك أنه ينساه العمر كله.
ارتبكت لما لاحظت اني طولت في تأمله، يقول عليا أية دلوقتي.. عمري ما شوفت راجل!
- لا طبعا اتفضل.. اتفضل يا استاذ زين.
استنى لما قعدت وبعدين قعد، لفتت نظري الحركة بس تجاهلت وفضلت ساكته، في أية! انا لازم اقول حاجة، فين لِسته الأسئلة الي حضرتها في عقلي له؟ فين المواضيع الي هلغبطه بيها؟ فين الكلام الي مش هيخليه يقعد معايا خمس دقايق على بعض!
اتبخر؟ طار يا دكتورة يا عاقلة يا بتاعة المنطق.
- أول مرة اكون مبسوط كدا.
فاجئني بجملته فرفعت عيني وبصتله.
- ليه؟
اتوترت - لا طبعا مقصدش.
- تحبي امشي؟ اختفي خالص؟
- انت فهمتني غلط والله انا بس بقول ..
ابتسم مرة واحدة - أنا بنكشك متتوتريش كدا.
رفعت دقني بكبرياء - أنا.. أنا مش متوترش ولا حاجة.
- بصراحة أنا الي متوتر جدًا، ممكن تطمنيني؟
ابتسمت ابتسامة هادية، بس دارتها بسرعة فقال:
- ليه؟ ليه يا بنت الحلال سبيها.
- استاذ زين.
- احم دخلنا في الجد، اتفضلي يا دكتورة.
- أنا كنت..
وقفني بإيده - لحظة أنتِ مسألتنيش.
- عن أية بالظبط؟
شاور عن نفسه بجدية - عن أنا مبسوط ليه؟ مش عاوزة تعرفي.
بصيت لعينيه وبغلاسة قُلت :
- لأ مش عاوزة أعرف.
- حاضر من عينيا هقولك، كل الحكاية إن أول مرة أقعد مع حد عشر دقايق بدون ولا كلمة واحس كأني قُلت كل الكلام، لو حد كان قالي إن القاعدة الساكتة دي جميلة بالشكل دا كنت جيت من زمان.