رواية حكاوي زين بقلم رحمه طارق
رددت ورا ببطء - كنت جيت زمان؟
خبط بايده على رأسه - قصدي كنت قعدت من زمان، أنا عقلي راح فين؟
كان يقصد العشر دقايق الاولانين قبل ما نتكلم، كان يقصد الوقت الي سرحت فيه واتوترت بسببه.
حاولت أداري شعوري بسرعة قدامه وقولت باستهبال:
- شكلك فعلا متوتر، أجيبلك مايه؟
- لو مش هتعبك.
آية دا انا مكنتش عاوزة أقوم دلوقتي، أنا خايفة اقوم اتكعبل قدامه، هو هيفضل يبصلي كدا كتير !
دخلت المطبخ وقبل ما اخرج بكوباية الماية..
- ها؟ عجبك؟
اتنفضت - بسم الله الرحمن الرحيم، في أية يا ماما بتتكلمي في دوني ليه؟
- وانا لحقت وانا لحقت!
- اومال كل دا بترغوا في اية؟
قولت بسخرية - كنا متوترين، وأعصابه سابت من جمالي فقولت ألحقه بمايه بسكر.
ابتسمت ابتسامة خاصة عارفة معناها كويس:
- طيب متتأخريش عليه، ولا اقولك إتاخري على مهلك خالص يا بطة.
- والله عيب والله عيب.
حطيت المايه قدامه بالراحة وقعدت مكاني.
- تسلم ايدك.
- طيب يا استاذ زين، أنا كنت عاوزة أسألك عن..
- طب اشرب؟
لمست وشي باحراج - أه اتفضل.
- لو مش هيضايقك؟
- اتفضل يا استاذ زين براحتك.
- حاسس انك بتجزي على سنانك وانتي بتقوليها ليه؟ في مشكلة ولا حاجة.
رفع كوباية الماية على بوئه، ورفع إبهام إيده فض@ميت شفايفي بسرعة علشان اكتم الضحك.
- كنتِ عاوزة تسأليني عن أية يا دكتورة؟
استجابت لجدية ملامحه الي أخيرًا ظهرت، وبدأنا نتكلم، القاعدة مشيت بشكل طبيعي، هو يسألني، أنا أساله، ومواضيع كتير تتفتح، وأراء كتير متشابهه ومختلفة بتظهر وسط الكلام، كأول اكتشاف في شخصيته، لما بيتكلم بجد نبرة صوته بتتغير، بتكون واضحة أكتر، قوية ولكن مش عالية، هادية ولكن متتقدرش تتجاهلها. تعبيرات وشه بتكون شفافه شوية، يعني تقدر بنظرة واحدة تحس هو متضايق وهو بيتكلم ولا مرتاح.
- طيب فيه حاجة تانية حابه نتكلم فيها؟
جينا للنقطة الي كنت بحاول آجلها للنهاية، مكنتش عاوزة الحوار يخلص دلوقتي وانا عارفة إن أثار سؤالي مش هتكون عادية، مش هكدب بس الكلام معاه ممتع.
- التعليم.
رميت الكلمة مرة واحدة بطريقة متناسبش طريقتي الثابته من البداية، مش عارفة بس يمكن قولتها وانا قلقانة؟ يمكن.. يمكن لانه مهذب معايا من البداية محبتش أجرحه؟
- اقصد مستوى التعليم.
- ما بينا؟
- بالظبط.
- ماله برضو؟
رفعت حاجبي بتعجب وقُلت بعفوية:
- مش شايف إنه ممكن يكون مشكلة؟
- ممكن طبعا.
اتمهدت براحه. - بالظبط.. دا الي اقصد ..
- لو أنتِ شايفاه مشكلة.
- تقصد أية؟
ميل لقدام وسند دراعاته على رجليه بجدية أكبر من الأول:
- يعني التعليم زيه زي أي حاجة في الدنيا، رزق. وأنا رزقي كان المكاني الفلاني، وأنتِ رزقك كان المكان الفلاني،
حضرتك من كام سنة تفوقتي في الثانوية العامة بإرادتك، ودخلتي كلية الطب بإرادتك، واتخرجتي منها وفتحتي عيادتك برضو بارادتك ولا ظروف الحياة أجبرتك؟
- لا، بإرادتي.
- وراضية؟
- الحمدلله.
- ولو مرضتيش، هيفضل رزقك يجري وراكي لحد ما ترضي، بالظبط زي ما حصل معايا، أنا دخلت ثانوي تجاري بإرادتي، ولما خلصت حسيت إني مكتفي وراضي بالقدر دا، فبدأت اشتغل مع والدي ربنا يديله الصحة وطولة العمر في مجال العطارة