رواية حكاوي زين بقلم رحمه طارق

 والأعشاب الطبيعية، المهنة دي مش مهنة والدي بس، دي كانت مهنة والدي وجدي وجد جد كمان، جربت معاه أول شهر ولقيت نفسي ماشي في الشغل، واحدة واحدة بقيت فاهم وبدأت أكون خبرتي عن العطارة وعن حاجات تانية مرتبطة بيها، والحمدلله ربنا وقف جنبي وكملت في الطريق دا لحد الآن ومازلت مكمل بإذن الله. 
خد نفسه وكمل : 
- الي اقصد أقوله، إننا مش متشابهين، مش هقولك متساوين لأن مش صح أننا نحط نفسنا في مقارنة مع الناس واحنا مش عايشين نفس الحياة بنفس الظروف بنفس الطاقة وقوة الإحتمال.. احنا مش زي بعض. 

كنت ساندة خدي على أيدي وانا بسمعه، متوقعتش الرد بالقوة دي، رغم اني استشفيت رد شبيه لدا بسبب طريقة كلامه من البداية.. بس لا أبدًا، مش بالشكل دا.
- ساكتة ليه؟ 
- بسمعك.
- اقتنعتِ؟ 
- عاوز الصراحة.
- أكيد، من البداية خالص لازم كل حاجة تكون واضحة.
- منكرش اني معجبه برأيك، بس..
- بس؟ 
- الكلام حلو بس مش كفاية، كل حاجة في الدنيا محتاجة إثبات.
- التجربة كفيلة تثبتلك.
- التجربة فيها مغامرة بحياة كاملة.. فيها جواز.
ابتسم ابتسامة هادية - اسبتشري خير، مين عالم.
خلص كلامه وقام وقف وقفل زرار بدلته، فوقفت بسرعة.
- فرصة سعيدة يا دكتورة.
- فرصة سعيدة يا استاذ زين.
خرج من الصالون وانا فضلت مكاني، لأول مرة أسرح بالشكل دا والتفكير ياخدني، أنا محتاجة ورقة وقلم،
بجد والله انا محتاجة ورقة وقلم علشان أحلل كل الي دار في القاعدة دي كويس واعرف انا هعمل أية.
وقبل ما اخرج من الصالون خبطت في ماما.
- وشك احمر كدا ليه؟ 
- علشان الدفاية كانت شـ .. 

- دا حب من أول نظرة ها؟ أنا عارفاه الحب دا.
- أنتِ بجد امي؟ 
- يا بت قولي.
- أنا محتاجة ادخل اخد شاور، واعمل هوت شوكلت كدا وادفى تحت البطانية.

- وتفكري؟ 
- لا وأنام بقى، تصبحي على خير.
جيت امشي سحبت دراعي.
- وهفكر، حلو؟ 
- اقولك حاجة وتسمعي كلامي فيها.
- قولي يا ست الكل يا غالية، أنا عارفة النظرة دي وراها هيام، لو عاجبك اجوزهولك والله.
- واعمل اية في حب أبوكي؟ 
من كتر ما كانت نبرة صوتها صادقة وجميلة حسيت إن الجملة اتحولت لفراشة هادية وجات خبطت بجناحتها على قلبي برقة، ومعرفش ازاي افتكرت أم كلثوم فجأة وهي بتقول : وأحب تاني ليه؟ واعمل في حبك أية؟ 
- طيب قولي يا ماما وهسمع كلامك.
- جربي مرة متفكريش، جربي مرة متحسبيهاش بالورقة والقلم، سيبي نفسك لمشاعرك، اقولك.. إسألي قلبك، مش دايمًا تقوليلي يا ماما أنا قلبي دليلي؟ 
أيوة أنا قلبي دليلي، أنا مرة كنت مصاحبه واحدة، ومن كلامها وطريقتها مقدرش اقول عليها غير انها بتحبني، بس قلبي.. قلبي بيقولي فيه حاجة غلط، فيه حاجة مش عادية، وفضلت فترة بعدها بحاول أفسر شعوري الغريب دا، لحد ما عرفت إنها كانت بتمثل عليا وانا علشان عبيطة صدقت كلامها.
اصلها صعبة، حد بيقولك بحبك، هتكدبه ليه؟ يعني هو أية أجبره إنه يعترفلك بحبه لو فعلا مش حاسه؟ إية الداعي من إظهار مشاعر قوية وحب غير عادي لو فعلا مش موجود.. لحد ما فهمت إن دا عقلي ودا تفكيري، وإن صوابع ايدي مش زي بعضها ومن ساعتها بقيت مؤمنة إن قلبي بشارة من ربنا.. إن قلبي دليلي.
- فيه لسه حالات يا مها؟ 
- حالة واحدة يا دكتورة.
- طب دخليها.
قلعت النضارة، كنت حاسة بصداع رهيب، مش بسبب ضغط الشغل قد ما بسبب ضغط التفكير، أنا كان مالي ومال الجواز والله، أنا مليش غير اوضتي وكوباية السحلب ومسلسل القضاء وخلصت على كدا.
لبست النضارة ومسكت القلم، خلاص انا مش هفكر فيه الليلة، هاخد إجازة منه النهاردة علشان ارتاح شوية. 
- مساء الخير.
رفعت راسي - مساء.. يا نهار أبيض!