رواية حكاوي زين بقلم رحمه طارق
انت في الصفحة 11 من 11 صفحات
- بتبتسمي ليه يا ماما؟
افتكرت اول مرة نقعد فيها سوا، افتكرت سؤالي عن فرق التعليم وقد أية الموضوع في عقلي كان مستحيل، والتجربة مخيفة والجوازة دي محكوم عليها بالفشل.
افتكرت لما قالي « احنا مش متشابهين، مش هقولك متساوين لان مش صح أننا نحط نفسنا في مقارنة مع الناس واحنا مش عايشين نفس الحياة بنفس الظروف بنفس الطاقة وقوة الاحتمال.. احنا مش زي بعض. »
- رايحة فين يا ماما؟
وقفت وانا سرحانه في كل الي فات :
- هقول لبابا حاجة وراجعة، كملي علشان نتغدى.
وقفت قدام باب اوضتها واتنفست بقوة وفتحت الباب، كنت عارفة إنه بيحب يقرأ قرآن في الوقت دا، حتى لو دخلت، عادي بيكمل لحد ما يخلص الوِرد اليومي بتاعه.
لبست الاسدال بدون سبب وقعدت جنبه، كنت حاسة اني عاوزة اقعد جنبه في اللحظة دي واسمعه وانا بالشكل دا، كنت حاسة اني عاوزة أكون لايقة عليه. مد إيده ومسك ايدي فتبت عليها بقوة، وفضل على الوضع دا لحد لما صَدق وبصلي.
- اسمي دا أية؟
- بحب اسمعك.
- يعني مش بتصالحيني؟ تؤتؤ بتسمعيني بس.
- مش ناوي تحكيلي حكاية الفُل؟
- ونتصالح؟
رفعت عيني للسقف وانا لسه مبتسمة فقال :
- السكوت علامة الرضا، على بركة الله، اسمعي يا ستِ.
اتعدل علشان يواجهني في قاعدته، فبصتله بانتباه.
- في يوم من الأيام، من قبل ما اتقدم واشوفك كنت مروح بيتنا عادي، فوقفت في إشارة مرور، وبنت صغيرة أكبر من زينة بشوية كانت بتبيع فُل، خبطت على الازاز، فاتكسفت أردها، ولما ادتها الي فيه النصيب أصرت تديني عود فل وقالتلي بالنص كدا « متردش الفل، دا الفل الخير » مفهمتش ساعتها جملتها، بس خدته منها، ووانا مروح وبركن العربية وحاجة قالتلي متسبهوش هنا، فلفيته على إيدي وانا ماشي في الشارع لحد ما خبطت فيكي.
ابتسم - مش فاكرة؟
- لا خالص.
- عارف لانك مبصتيش جنبك، كملتي طريقك علطول، وانا فضلت واقف مكاني لحد ما شفتك بتدخلي العمارة بتاعتكم، وساعتها لقيت نفسي بقول يا ترى اسمك أية؟
ابتسمت بدلال - وعرفت؟
- في لحظتها لا، عديت اليوم، وقبل ما أنام لقيتني افتكرتك تاني بس تجاهلت شعوري ونمت، ولما نمت شفتك في الحلم.
- حلمت بيا !!!
- مش قعدت أقولك البشارة البشارة.
- أية دا! احكيلي طيب.
- مش فاكر تفاصيل غير اني شفت ملامحك وانتي بتضحيلي، واول حاجة عيني جات عليها اول لما فتحت عيني عود الفل الي كان على الكوميندو، فحسيت إنها بشارة من ربنا وقومت صليت ركعتين، واتنططت واتشقلبت، وروحت وجيت لحد ما عرفت كل حاجة عنك، وبعدها مكدبتش خبر، قولت للحاج واتقدمت علطول.
- ليه استنيت كل السنين دي علشان تقولي؟
- كنت محتاج لحظة معينة أحس فيها إنك راضية وسعيدة من قلبك معايا.
قلبي كان بيدق بسرعة، ولقيت لساني بيتحرك ويسأله المرة دي بدون حرج، بدون خو.ف، بدون مسافات كنت خايفة منها وبقوله :
- ولما عرفت اني دكتورة، مقولتش هترفضك؟ وهتتعالى عليك بشهادتها ولا حاجة؟
- لأ.
- ليه؟
- بقولك بشارة من ربنا يا بنت الحلال، هخاف من أية وربنا بيقولي انك نصيبي، والله لو كنتِ عملتِ أية باللذي، كنا هنتجوز برضو.
ابتسمت ابتسامة واسعة، ولأول مرة في حياتي، أوطي على إيده على ابوسها، مش بس حب، لكن امتنان للحظة الي مستسلمش فيها، وفضل متمسك بيا لآخر للحظة.
شد أيده بحرج - بس يا حبيبتي ..
مسك درعاتي، فاتعدلت، ولما حس اني بترعش، قلق:
- في اية؟
- متوقعتش.. متوقعتش إن الحكاية كدا.
- ششش، اهدي اجبلك ماية؟
افتكرت حاجة كدا فقولتله - انا فعلا متوترة يازين، ممكن تطمني.
قرب شوية وقبل ما اتكلم كلمة زيادة حضني فضحكت وخبطت كتفه - أنا مقصدش كدا، اكبر بقى.
- يا كدابة، وبعدين فيه زوجه محترمة تضرب جوزها؟
- أنا بقولك متوترة.
- ما أنا بعالج التوتر اهو، متعرفيش أنتِ الحضن فعال قد اية.
- والله! مين الدكتور الي فتى الفتوة العظيمة دي؟
- دكتور زين. ♥️