رواية حكاوي زين بقلم رحمه طارق
أنا عارفة إني مش شخص سهل الإرضاء، مش لميزة فيا - مع أنه لو لميزة عادي دا حقي - بس انا بطبعي عملية أوي، دقيقة أوي، وخوافة أوي أوي مش هكدب.
كل الأيام الي فاتت كانت شد وجذب، مناكفة من نوع جديد، ونس كدا وراحة كنت بدور عليها من سنين طويلة.
- عجبتك البشاميل بجد؟
- مش انا قُلت تسلم ايدك؟
- انت قُلت؟ لا لا مش فاكرة.
سمعت صوت ضحكته في التليفون.
- طب تسلم ايدك وعيونك كمان.
بحب كلامه، بيطمني، بيحسسني إن الحب موجود، الحب مش قصة في فيلم ولا حدوته في كتاب، الحب حقيقة ملموسة، ممكن تحاوطنا وتزرع جوانا الأمل لو بس نختار صح.
- ابعتلي اللينك كدا.
اكتشفت من فترة قريبة إنه بياخد كورس أنجلش مع نفسه، وأنه بيقولي عادي وبيقولي على المستوى الي وصل له، وأنه لسه فاضله مستويات كتير. الجميل إنه مكنش مكسوف، مشافش إنها حاجة ينفع يداريها أو يخبيها عني، بل بكل سماحة نفس شاركني خطواته الجديدة لانه واثق إني مش هخذله، ولأنه واثق في نفسه اكتر وعارف إنه مش قليل.. ولإنه بيحبني!
المشاعر بتدينا إشارات للحب، لكن تبقى المواقف والاعتراف اللفظي على المرتبة العُليا. هو لطيف معايا، ودود جدًا، دمه خفيف وبيعدي حاجات كتير لما نختلف أو نتخانق.. لكن دا مش كفاية لتأكيد الحب..
في مرة عملت حادثة بسيطة، خبطت في عربية ودراعي بس احتاج جبيرة اسبوعين، وهو كان مسافر سفرية شغل، فمرضتش أقوله خالص على الي حصل علشان ميقلقش، حتى لو مش بيحبني الحب الكبير الي بتكلم عنه بس في العادي أي حد هيسمع كلمة حادثة هيخاف.
وفي يوم على الساعة ٤ الفجر كدا، صحيت من النوم على رنه تليفوني باسمه، مكنش متعود يتصل بيا في الوقت لانه عارف إني بنام بدري، ففتحت المكالمة وانا نايمة على نفسي خالص :
- أيوة يا زين.
- افتحي الباب.
فتحت عيني وبصيت للسقف بعدم استيعاب :
- باب اوضة اية يا رحمة، باب الشقة طبعا.
اتنفضت قاعدة على السرير - باب الشقة !
وفي لحظة فوقت وأدركت كلامه، فلبست الإسدال بسرعة وانا بتكعبل على وشي أصلا، وفتحت الباب بخضة :
- يالهوي انت بتعمل أية هنا؟
رفع حاجبه فخدت نفسي وبصيت ورايا ورجعت بصتله :
- أية رجعك يعني؟ يووووه حمدالله على السلامة أقصد.
- اهدي، ممكن؟
بصيت ورايا، ورجعت بصتله فقال بنبرة قلق وهو باصص لدراعي - أية الي حصل؟
كانت شنطته على كتفه، الظاهر إنه راجع من سفره على هنا وكان تعبان، من نظرة واحدة بس تقدر تشوف ملامح الإرهاق على وشه. لمست دراعي وابتسمت ابتسامة خفيفة :
- أنتِ ازاي تخبي عني أصلا، انا رجعت على ملا وشي.
على الرغم من نبرة الغض.ب، بس حسيت اني سعيدة، لا لا دا انا كنت طايرة من على الأرض، نسيت نفسي ونسيت الوضع الي احنا فيه، وسندت على الباب وانا بقوله :
- مهونتش عليا.
انا مكنش قصدي أقوله كدا، مكنتش مرتبة ولا كنت في حالتي الطبيعية، عقلي وقف للحظة ومشاعري اتحكمت فيا بكل قوة.
وهو، وهو تقريبا مكنش احسن مني، كان هيقول حاجة بس سكت، ولمس رقبته بحرج، فبصيت ورايا وضحكت بتوتر :
- مش عارفة اقولك ادخل.
- عارف، أنتِ كويسة بجد؟
رفعت دراعي وحركته قدامه - كويسة خالص.
هز رأسه وخد نفسه فلقيت نفسي بسأله.
- انت رجعت بجد.. علشاني؟
كان سؤال مراهق عبيط مفكرتش فيه ثانية واحدة وكنت هم@وت واسمع الإجابة. مسح على وشه بايده وقال :
- أنا عارف إن وقفتي هنا في الوقت متصحش بس..
كملت بلهفة - بس؟
- مقدرتش.
مقدرش، كلمة واحدة.. كلمة واحدة بس تحمل معاني الحب كلها، مقدرش يتحمل الخبر، مقدرش يستنى هناك، مقدرش يصبر نفسه بتليفون، مقدرش ميطمنش بنفسه..
- كان لازم أشوفك ودلوقتي.
وكان لازم يشوفني ودلوقتى.. فمقدرش.
ابتسمت ابتسامة عبيطة وانا بهمس: