رواية حكاوي زين بقلم رحمه طارق
- مكنتش اعرف انك مجنون يا استاذ زين.
- بس أية رأيك في الج،ـنون يادكتورة؟
- زين!
حط أيده على بوئه، فضحكت تاني بصوت واطي، ولقيت نفسي بهمسله :
- اقولك سر؟
همس - قوليلي سر
- أنا حاسة اني رجعت بالزمن لورا، لسن 16 سنة، وحاسة إن حبيبي جاي ياخدني من قدام المدرسة علشان نهرب سوا، مراهقة أوي صح؟
- حبيبك!
وقفت ضحكتي، ومعرفتش ارد بس سبت ابتسامة هادية على وشي، ولما مردتش غير الموضوع وقال:
- أنا صحيتك؟
- لا، أنا كنت قلقانة يعني.
- كدابة انتي بتنامي بدري.
- أنا مبسوطة انك صحتني .. خلاص؟
- انت كنت في اسكندرية.
- مش مبرر.
- زين.
ابتسم - نعم.
- أنت محتاج تروح تنام وترتاح، تصبح على خير.
هز راسه وقبل ما اقفل الباب وقفني وقال :
- أنا كمان حسيت بنفس الشعور.
- شعور أية؟
- اني بتسحب زي الحرامية، وبخاطر بكل حاجة علشان أشوف حبيبتي الي عندها 16 سنة.
وقفت مكاني للحظة ومرة واحدة قفلت الباب في وشه ووقفت ورا الباب فسمعت صوت ضحكته. اتنهدت وغمضت عيني براحة وقبل ما أنام، مسكت النتيجة وعملت قلب على تاريخ اليوم دا، وكتبت تحته كلمة " مقدرتش " وطفيت النور وروحت لأحلام سعيدة.
أيوة أنا، أيوة انا الي صدعتكم باختلاف التفكير، والخو.ف من الجواز، وأنها مجازفة صعبة، وان العمر بيتعاش مرة واحدة، وإن الحب مش سهل نلاقيه.. هتجوزه.
ليه؟ لو بنحب الاختصار لأن عاوزة اعيش حياتي مبسوطة.
ولو بنحب التفاصيل، لاني عمري ما هشوف الحب ولا الهنا إلا وأنا معاه.
- لا لا مش هتجوز، الغوا الفرح يا جدعان.
- نلغي أية يا عين أمك! فلوسي يا حكومة.
كنت خلصت الميكب وواقفة مكاني متوترة، وقبل ما حد يرد عليا سمعت صوته ورايا فضحكت بيني وبين نفسي ولفبت له وأنا مبوزة.
- زين.. أنا عاوزة أروح.
- وانا والله، يلا بينا بلاها فرح.
سرق مني ابتسامة فاستسلمت للحظة وقربت منه لحد ما وقفت قدامه، لو قُلت إنه كان أحلى مرة شوفته فيها يبقى بظلمه، لاني بشوفه كل مرة أحلى من كل مرة. كانت عيونه بتدور وهو بيبصلي، ومرة واحدة قالي :
- نزلي الطرحة على وشك.
- ليه؟
- نزليها بس.
مسكتها وانا مستغربة ونزلتها على وشي لقدام، فقرب خطوة ومسك الطرحة ورفعها من تاني.
- كنت عاوز اشوفك كدا.
- كدا ازاي؟
- زي الهدية، نفحتها بفرحة ونفضل نبصلها بسعادة.
- يالهوي خالص يا رحمة.
اتجوزنا، ومن واقع خبرتي الصغيرة، الجواز لسه مش قرار سهل، أو في منتهي الصعوبة مع شخص صعب، طبعه جامد والحنية نادرة في قلبه، وفي منتهى اللذة والجمال مع شخص ..
- مكلتش لسه ليه؟ كله بدأ إلا أنت.
- مستنيكي.
مع شخص ميقدرش يرفع المعلقة على بوئه، إلا وأنا جنبه حتى لو قدام عيلته كلها.
قبل الجواز كنت لسه مش مدركة قيمته الكبيرة عندي، يعني أيوة حبيته مش هنكر، بس لانه مسبليش فرصة تاني، مكنش قدامي اختيار غير إني أحبه.
لكن بعد الجواز، وفي يوم من الأيام، كان موافق يوم ظهور نتيجة الثانوية العامة لأخوه الصغير، البيت كله كان متوتر ومرعوب، وكلنا كنا متجمعين في شقة باباه ومامته، واول ما النتيجة ظهرت إن اخوه جاب 96% وباذن الله يلحق هندسة.. محضنوش، مبصليش، مقالش كلمة واحدة.