رواية تزوجني ممتلك قاسي بقلم صباح عبدالله
انت في الصفحة 1 من 49 صفحات
في ليلة شتاء قاسيه كم لو كانت تبكي السماء حزناً علي فراق أحدهم في أفخم مستشفيات القاهري تقف فتاة متوسطة الحجم ترتدي ادرس باللون النبيتي غامق وكانت تضع عليه حجاب أسمر اللون، أمام نافذة زجاجيه بينما كانت تنسند برأسه فوق زجاج النافذة تشاهد سقوط قطرات المطر التي تصدر أصوات كما لو كانت تعزف الحان الألم والأحزان، بينما كان ينعكس ضوء رقيق علي وجهها من خلال النافذة الزجاجية الخاص بالمستشفى التي هي بها لأن ومن رآها يفكرها طفلة صغيرة تقف الفتاة والحزن لا يفارق. ملامح وجهها البريء، بينما كانت تذرف دموعها بغزارة على خديها الناعمة ورقيقه، تظهر من خلالها كم هي حزينة وبائسة مع كل دمعه تنزل من عيناها، وهي تدمدم بهذه الكلمات من بين انهيارها في البكاء ودموعها التي تنزل علي خديها أكثر من قطرات المطر التي تنزلها السماء كم لو كانت في سباق مع السماء من فيهم التي سوف تبكي اكثر من لأخري :
لالا انا بابا مش ها يحصل له حاجه بابا مستحيل يسبني لواحدي لا مش ها يحصل له حاجه ان شاءلله مش ها يسبني لواحدي ويمشي هو قال لي أنه بحبني مش يقدر علي بعدي وانا كمان مش ها قدر على بعدوا عني.
بينما كان يقف بجانب الفتاة التي تبكي، راجل مسن ينسند بيدي على منسد من الخشب او ما يقال عليه عكاز :
_ ما تخفشي يابنتي أن شاءلله ولدك يتحسن ويرچع أحسن من لأول بميت مره لا تشيل هام حاچه واتركيه على الله،
ترد الفتاة ببكاء وهي تنظر بعيانها الدامعة التي أصابها الحمار وأصبحت ذابلة مثل زهراء بازغة الجمال جفت من المياه ولم تجد من يراعها من شدة بكائها المرير، وهذه الدموع التي تتسابق على خديها وتحرق قلبها الصغير خوفاً ان تخسر ولدها ويسرقه المoت منها، فنظرت إلي ولدها من خلال نافذة زجاجيّة، رأته كيف كان ينام ولدها على فراش المoت، وكما أصبح ضعيف وتغلب عليه هذا المراض القاسي الذي يعاني منه، فقالت بصوتها الهداء و الرقيق الذي يدل على أنها فتاة رقيق وجميلة مثل زهوره حديقة هبت عليها عاصفة رقيقه فأصبحت تهتز و تتراقص مع الرياح أرتجف صوتها الهادئ وهي تقول:
_ انا خايفة اوي يجدو على بابا انت مش شايف نايم ازاي ده لو حصل له حاجه لا قدر الله انا ممكن أموت فيها والله العظيم ده هو أحن علي من أمي الل ولدتني ومن الدنيا كلها انا ماليش غيروا من بعض ربنا سبحانه وتعالى يجدو مقدرش أعيش من غيروا لحظة واحدة.
ثم تضع يديها على فمه وهي تحاول كتم صوت ص،ـراخة قلبها التي تحارب من أجل أن تخرج من فمها
بينما قال العجوز قلبه ينفطر من الحزن و الخو.ف ان يفقد أبن صديق عمره المتوفي وأبن عمه الذي في مقام الأخ له، و يعتبر ابنائه في مقام ابنائه وهذا الذي ينام على فراشه يصارع المoت يعتبروا هذه العجوز أبنه الذي لم ينجبه على هذا العالم ويحبه اكثر مما يحب ابنائه الحقيقيين :
_لع ما تخفشي يا تنسيم يابنتي أن شاءلله أبوكي يكون بخير مش حايحصل له اي حاچه هو لسته شاب وفي اول عمره أن شاءلله بيقوم بسلامه مش تشيلي هم حاچه يا بنتي وبطلي عياط عينك ما بقت تتشاف من كثر العياط
وفجأة يأتي هذا الصوت التي جعل قلب هذه الصغيرة يرتجف من الخو.ف، وينتظر في رعب ليراي ما لذي يخبئ له القدر، كان صوت أجهزت الإنذار تخبر الجميع ان الروح على وك فراق الجسد، صوت عالي ومرعب يعلن للجميع بحضور ملك المoت، تخرج من الغرفة التي يقف أمامها كلاً من الفتاة و الراجل العجوز، ممرضة قصيرة القمة تركض وهي تصرخ بصوت عالي قائلة:
_يا دكتور الحقي المريض بيم.وت.
يأتي على سماع هذا الصوت المر.عب وهذه الكلمات التي أفزعت الجميع اكثر من طبيب وهم يركضون بتجاه الغرفة الأب الذي سوف يذهب ويترك خلفه طفلته الصغيرة بين عالم مليء بذائب وهو لا يعلم ما هو مصيرها او ما لذي سوف يحدث له من بعد رحيله عنه، يخارج الطبيب من هذا الغرفة الملع.ونة وعلامات الحزن والاسف لا تفرقاً ملامح وجه وهو يقول :
_مين هنا الحاج عطيه يا جم١عة.
يرد العجوز بلهفه قائلا : انا اهو الحاچ عطيه يا ولدي خير في اي حصل حاچه لولد أخوي.
يرد الطبيب بحزن. قائلا : اتفضل معايا يحاج المريض طالب حضرتك بس بسرعة مافيش وقت.
قال الطبيب هذه الجملة وهو لا يعلم ما لذي فعله في قلوب هذان الذين يقفون أمامه ينظر الحاج عطيه الي تنسيم وجفون عيناه تتراقص من شدة الخو.ف وهو يقول في عجلة من أمره:
– ما تخفيش يا تنسيم يابنتي أن شاءلله أبوكي حيكون بخير، بس انتي قولي يارب يابنتي؟
لكن لا يجد اي رد من هذه الفتاة التي تدعي نسيم غير دموعها التي تركض على خديها كما لو كانت في سباق مرعب، وبعد مرورا عداة دقائق مثل الدهر علي هذه الصغيرة، يخرج العجوز الذي يداع عطيه من هذه الغرفة الملع.ونة، وهو ينظر الي هذا الطفلة بكسر وملامح وجه لا تبشر بالخير ثم يخفض نظره عنها كم لو كان يخجل من النظر الي تلك الصغيرة التي تكف في هدوء مرعب، و كيف سوف يخبرها لأن أنها فقدت أثمن ما تمتلك، لقد فقدت سندها القوي فقدت الحضن الدافئ التي لا تجد غيره في ليالي شتاء قارص مثل هذه ليلة الحزينة، يردف قائلاً وقد تسللت دموعه بهدوء على خده..
_البقاء الله يابنتي؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الفصل الثاني من تزوجني متملك قاسي
يرد عليه الشاب علي سأل العجوز قائلاً:
_ لا تخاف يابوي هي بخير اغمي عليها بس اي حصل قبل ما أصل هنا عشان يحصل لها اكده
يرد العجوز قائلا بحزن وهو يكتم بكائه. :
م١ت احمد ياولدي البقاء والدوام الله واحد بسي مش انتي روحت تجيب مراته من المطار وين هي ليه مش شايفة معاك
يرد الشاب بحزن وهو ينظر الي هذا الطفلة التي بين يديه : لا اله الاالله ان الله وان اليه راجعون ايو ياحاچ رحت وچات بسي قالت انها تعبانة شويه وقالت روحني البيت ارتاح وبعدين بروح المستشفى
يرد العجوز بضيق قائلا : وهي من امتي يعنى وهي بدور علي چاحه غير الفلوس والسافر والفشخره الكذابة بتاعتها دي والكلام الفاضي ده كله أدي ي م١ت وراح عند اللي خلقه الله يرحمه خاليها بجي مرتاحة.
ثم ينظر الي هذا الطفلة المسكينة التي خلدة في سبات عميق لا تريد ان تستيقظ منه خوفاً من موجهة هذا المصير التي ينتظرها لحين أن تفتح عيناها ثم يهاجم عليها دون اي رحمة او يشفق علي حالة هذه الطفلة :
_والله مش صعبان عليا غير المسكينة دي اللي خسرت اب وام في يوم واحد الله يصبر قلبك ياتنسيم يابنتي ويقوكي على اللي هتشوفي في لأيام الجاية.
يرد الشاب قائلا دون فاهم. :
_ تقصد اي يابوي مش فاهم عليك
ينظر العجوز بصمت وهو يتذكر ما لذي حدث في هذه الغرفة منذ قليل.
❈-❈-❈ فلاش باك
يدخل العجوز التي يداع عطيه وهو ينظر الي هذا الشخص الذي يصارع المoت من أجل ان يطمئن ان أبنتها سوف تكون بخير من بعده وهو يقول :
_ الف سلامة عليك ى احمد ياولدي ان شاءلله بتعافه وتقوم بالسلامة وتكون احسن من لأول