رواية اليتيمة كاملة
لم تتمكن الفتاة من فعل أي شيء إلا البكاء، فهي مكبلة الأيدي والأقدام وهناك شريط لاصق على فمها بالإضافة إلى جروحها إثر سقوطها.
وفي الوقت ذاته كانت أختها بالفعل حلت محلها، فأول ما فتح عينيه رآها وتأكد أنها هي الفتاة التي أحبها وتمنى صدقا أن يراها، وبعد تعافيه تماما عادا للمنزل سويا، وبنفس اليوم طلب يدها للزواج وأعطاها خاتما ثمينا من الألماس وتقرر زواجهما خلال شهرين.
عادت الأخت فرحة لتبشر والدتها، أول ما وصلت دخلت الحجرة على أختها لتزيدها هما على همها…
الأخت: “لقد طلب الزواج مني (وهي تريها الخاتم)، إنه يحبني للغاية ولا يحتمل بعده عني ولو لثانية”.
الفتاة: “لقد خدعته فهو بقلبه الطاهر لا يستحق أن يكمل حياته مع إنسانة مثلكِ”.
لطمتها بقلم على وجهها وغادرت، تبادلت الحديث مع والدتها، وكانت الفتاة على مسمع من كلمة منهما…
الأخت: “إياكِ أن تدعيها تخرج، فإن خرجت يا أمي السجن حتما سيكون لي”.
الأم: “لا تقلقي، أهم شيء عليكِ أن تتزوجي منه بأسرع وقت ممكن وتحملي بابنه حينها فقط يمكننا
تركها، أو ربما نجعلها تسافر خارج البلاد”.
الأخت: “أنتِ حقا طيبة القلب، لقد سجلت اسمها بالفعل بأحد مواقع الزواج، ستتزوج من أجنبي ولن يكلفنا ذلك شيئا، وسترحل عنا بعيدا للأبد”.
الأم: “لقد أثبتِ حقا أنكِ ذكية للغاية”.
وخرجتا معا لشراء الملابس والإكسسوار اللازم ليوم الزفاف؛ تمكنت الفتاة من حل وثاقها والهرب بعيدا لتذهب إلى مجموعة صاحب عملها لتعلمه بالخطة المشينة التي تتم من خلف ظهره، وما إن رأته وست نفسها حتى حال بينه وبينها جسـ،ـدها الذي أصبح هزيلا لا يقوى على أي شيء من قلة الطعام والنوم وكثرة البكاء والحزن، كاد يقت-رب منها ليرى ما بها هذه الآنسة التي سقطت أمامه أرضا ويساعدها حتى حالت بينه وبينها موظفته التي كانت ترغب في أن تريه شيئا.
نقلت الفتاة إلى المستشفى وهي في حالة مزرية، لترى أمامها عندما تستعيد وعيها زوجة أبيها الظالمة…
زوج الأب: “رأتكِ جارتنا هنا فأعلمتهم عن هويتك، وطلبوا مني القدوم لاصطحابكِ”.