رواية اليتيمة كاملة
رافقته ويدها بيده، لقد شعرت بأنه يحمل عبئا ثقيلا على كتفيه، حاولت جاهدة أن تخلصه من حمله الثقيل ضحكا سويا وتطرقا إلى أحاديث ممتعة وشيقة أخرى، تكلما حول كل شيء إلا عن العملية الجراحية، عندما اشتد خوفه ضمته بين ذراعيها محاولة طمأنته، وها قد حان وقت إجراء العملية، جلست تنتظره على أحر من الجمر، ولكن فجأة دق جرس هاتفها، رقم غريب لترد عليه فتجد أحدا يعلمها بأن أختها قد دخلت المستشفى وحالتها حرجة للغاية تتأرجح بين الحياة والمoت، سقطت الدموع من عينيها لاحظها الخادم الأمين فسألها عما يبكيها، فقصت عليه القصة، أشار عليها بأن يوصلها إلى المستشفى حيث أنها كانت بمكان نائي للغاية، وسيصلان قبل انتهاء عملية صاحب العمل.
بمجرد أن وصلا إلى المكان المقصود وترجلا من السيارة جاءت سيارة أخرى بسرعة تفوق الوصف في اتجاه الفتاة، فما كان من الخادم غي أنه أنقذ حياة الفتاة معرضا حياته للخ-طر، لقد اصط-دمت به السيارة فسقط طريح الأرض بين الحياة والمoت، أما عن الفتاة فقد دفعها بيديه كيلا يصيبها مكروه فاص-طدمت رأسها بالأرض وقبل أن تفقد وعيها بالكامل شاهدت أختها تنزل من السيارة التي كانت سببا في قت-لها، لقد كانت تتعمد ق-تلها؟!
استعادت الفتاة وعيها لتجد نفسها مكب-لة الأيدي والأقدام وبمنزل والدها الراحل، تساءلت عن سبب قدومها لتجيبها زوجة أبيها: “لقد أخرجتكِ من المستشفى بعدما تعرضتِ لحاد-ث على الطريق”.
تذكرت حينها ما حدث معها فصاحت قائلة: “لقد كانت ابنتك سببا في ذلك، لقد صـ،ـدمت الخادم وأفقدته حياته”.
وضعت زوجة أبيها يدها على فمها قائلة: “لن أدعكِ ترحلين من هنا، وسأفعل كل ما أقدر عليه حتى أحمي ابنتي من السجن”.
ببكاء ونحيب قالت الفتاة: “إنني يجب علي أن أذهب إليه الآن، إنه في أمس الحاجة لي”.
زوجة أبيها: “أخشى أن تكونِ قد تأخرتِ كثيرا”.
الفتاة: “ماذا تقصدين؟!”
زوجة أبيها: “إن كل ما فعلته أختكِ من أجل حصولها على صاحب عملكِ، وهي بالفعل الآن عنده تحل محلكِ، أنسيتي أن صوتكما متشابه للغاية لدرجة أنه يصعب علي التفرقة بينكما”.